افتتح رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رسميا، اليوم الأحد، النسخة الثانية من قمة الويب (2025) في الدوحة، الحدث التكنولوجي الأكبر في الشرق الأوسط وأفريقيا.
يستقطب الحدث هذا العام أكثر من 25 ألف مشارك، بينهم 600 مستثمر عالمي، وأكثر من 1500 شركة ناشئة، إلى جانب 600 جهة إعلامية، مما يعزز مكانة قطر كمركز رئيسي للابتكار التكنولوجي وريادة الأعمال في المنطقة.
رئيس الوزراء القطري: التزام بالابتكار والتكنولوجيا
في كلمته الافتتاحية، أكد رئيس الوزراء القطري أهمية التكنولوجيا والابتكار في رسم معالم المستقبل الاقتصادي والتنموي، مشددًا على أن استضافة قطر لقمة الويب للمرة الثانية تعكس التزامها بتطوير بيئة حاضنة لرواد الأعمال والشركات الناشئة، وتعزيز مكانتها كوجهة عالمية لتكنولوجيا المستقبل.
وأضاف رئيس الوزراء القطري أن القمة ليست مجرد حدث تقني، بل هي فرصة إستراتيجية لتبادل المعرفة، وبناء الشراكات، وتعزيز الاستثمارات التقنية.
وخلال كلمته ربط الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بين الأثر الذي تتركه الشركات الناشئة العالمية في مجال التقنية على العالم وتأثير دولة قطر في القضايا العالمية، موضحا أن هذا يرجع لاهتمام الدولة بالعقول والأفكار وبناء الإنسان.
واستعرض رئيس الوزراء القطري الإنجازات التي تمت خلال عام منذ النسخة الأولى، موضحا أن قطر أصبحت خلال هذا العام وجهة للعديد من الشركات التقنية العالمية التي وجدت في قطر مناخا مشجعا للإبداع.
وكان الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قد أعلن عن استثمار بقيمة مليار دولار لدعم رواد الأعمال والمشاريع الناشئة في قطر والمنطقة خلال القمة الماضية “2024”.
وقد أكد خلال هذه القمة أن المهمة أنجزت هذا العام بوجود العديد من الجهات القطرية التي بدأت بشكل كبير بتبني العديد من الشركات الناشئة والتي استطاعت خلال العام الحصول على تمويل كبير بفضل الخطط الموضوعة من قبل هذه الجهات.
مؤسس قمة الويب: اختيار قطر أفضل قرار
وعلى مسرح مركز المعارض أعلن بادي كوسغريف مؤسس قمة الويب انطلاق فعاليات القمة لعام 2025 مرحبا في كلمته الافتتاحية بالحضور وشاكرا دولة قطر على استضافتها النسخة الثانية للقمة.
واستعرض كوسغريف، خلال كلمته الافتتاحية، فكرة إطلاق نسخة من أشهر قمة تقنية في العالم على أرض الدوحة، مرجعا الفضل في ذلك للشيخ جاسم بن منصور بن جبر آل ثاني رئيس اللجنة المنظمة لقمة “الويب قطر 2025” والذي أقنعه بتنظيم هذه القمة في الشرق الأوسط وبالتحديد في قطر.
وتابع كوسغريف أنه نظرا لنجاح قطر في تنظيم القمة الأولى وانطلاق النسخة الثانية اليوم، يرى أن قراره في منح قطر تنظيم القمة لـ5 سنوات كان من أفضل القرارات التي اتخذها.

نجوم التكنولوجيا والابتكار بالقمة
تتميز نسخة هذا العام من قمة الويب بحضور أسماء بارزة في عالم التكنولوجيا، من بينهم النجم العالمي ويل سميث، إلى جانب مجموعة من قادة شركات التقنية الكبرى، ورواد الأعمال الذين سيشاركون في مناقشات حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المالية، والاستدامة، والابتكار في مختلف المجالات.
وستشمل القمة ورش عمل وجلسات نقاشية رئيسية تستعرض أبرز التحديات والفرص في مجال التكنولوجيا، بمشاركة شخصيات بارزة من كبرى الشركات العالمية.
كما سيتم تقديم عروض توضيحية لمشاريع ناشئة مبتكرة تهدف إلى إعادة تشكيل مستقبل التكنولوجيا في مختلف القطاعات.
دعم الشركات الناشئة وريادة الأعمال
من أبرز محاور القمة هذا العام توفير منصة للشركات الناشئة لعرض أفكارها أمام كبار المستثمرين العالميين، مما يسهم في دعم المشاريع الريادية وتوسيع آفاق التعاون بين رواد الأعمال والمستثمرين.
ويشارك في القمة 1500 شركة ناشئة، مما يوفر لتلك الشركات فرصة لعرض حلولها المبتكرة، والتفاعل مع مجتمع الأعمال والتكنولوجيا العالمي.

نجاح مستمر
تأتي هذه القمة امتدادًا للنجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى من قمة الويب في قطر عام 2024، حيث فاقت الأرقام التوقعات، وسجلت مشاركة واسعة من مختلف القطاعات التقنية.
وقد عزز ذلك من مكانة قطر كمركز إقليمي للابتكار، مما شجع على استمرار استضافتها لهذا الحدث للسنة الثانية على التوالي.
ويُتوقع أن يستقطب هذا الحدث أكثر من 25 ألفًا من قادة التكنولوجيا والأعمال، بالإضافة إلى 600 مستثمر عالمي، وأكثر من 600 جهة إعلامية، وما يزيد على 1500 شركة ناشئة.
جسر بين العقول المبتكرة والمستثمرين
تمثل قمة الويب فرصة استثنائية للتواصل وتبادل الخبرات بين شركات التقنية، والمستثمرين، ورواد الأعمال، والخبراء، حيث تهدف إلى إعادة تعريف مستقبل التكنولوجيا، ودعم التحولات الرقمية التي يشهدها العالم.
ومن المتوقع أن تسهم هذه القمة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية بالمنطقة، وتعزيز الشراكات بين القطاعات المختلفة، وإلهام الجيل الجديد من المبتكرين للمشاركة في بناء مستقبل أكثر تكنولوجية وتطورًا.