سلّط تقرير بريطاني الضوء على وضعية الظهير الهولندي ريك كارسدورب، لاعب روما السابق، الذي اتهمه مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو “بالخيانة” بعد إحدى مباريات “الذئاب”، في الدوري الإيطالي لكرة القدم بالموسم الماضي 2022-2023.
وشنّ مورينيو هجومًا لاذعًا على أحد لاعبيه بعد تعادل روما مع ساسولو بنتيجة 1-1 في المباراة التي جرت يوم الأربعاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 على ملعب مابي، لحساب الجولة الـ14 من “الكالتشيو” دون أن يسمّه، وتكفّلت وسائل الإعلام الإيطالية بالكشف عن هُوية اللاعب فيما بعد، وقالت إن الأمر يتعلق بكارسدورب.
وبسبب هذا التعادل فقدَ روما نقطتين غاليتين كانتا كفيلتين بارتقاء الفريق إلى المركز الثالث في سلم الترتيب، لكنه بقي سادسًا وهو الأمر الذي فجّر غضب المدرب البرتغالي.
Mourinho and karsdorp at halftime yesterday pic.twitter.com/ZynYWhqCv4
— J (@MourinhoPics) February 20, 2023
يومها ارتكب كارسدورب 3 أخطاء وفق صحيفة “كوريري ديلو سبورت”، أولها: أنه احتاج وقتًا طويلًا أثناء الإحماء، كما لم يستجب لأحد أعضاء الجهاز الفني الذي طالبه بالإسراع من أجل إقحامه في اللقاء، أما الثاني: فبعد نزوله لم يحتفل مع زملائه بهدف تامي أبراهام في الدقيقة 81، وبعدها ارتكب هفوة فادحة استغلها ساسولو لإحراز هدف التعادل.
وبعد تلك المباراة صرّح مورينو “أعتذر لأن جهد الفريق تعرّض للخيانة من قِبل لاعب غير محترف، اليوم كان هناك 16 لاعبًا في الملعب (مع التغييرات)، أحببت 15 منهم ولم يعجبنِ واحد، لقد تحدثت معه مباشرة، وطلبت منه المغادرة في يناير”.
وأضاف “لو لاحظتم لم أتحدث عن خطأ إيبانيز ضد لاتسيو بالجولة الماضية بهذا الشكل، فالخطأ جزء من اللعبة، لكن هنا يختلف الوضع، فما بدر من اللاعب غير مهني، لذا طلبت منه البحث عن فريق آخر في الميركاتو الشتوي القادم”.
وبعد تلك التصريحات لم يغادر كارسدورب فريق روما في “الميركاتو” الشتوي 2023، لكن مورينيو لم يسامحه واستبعده تمامًا من قائمة مباريات روما الثمانية التالية في الدوري الإيطالي، عقابًا على “خيانته” وفق موقع “غيف مي سبورت” البريطاني.
كما تعرّض اللاعب لحملة انتقادات عنيفة من جماهير روما التي تجمّعت أمام منزله وشتمته، الأمر الذي حرم كارسدورب من الانضمام إلى تدريبات الفريق، كذلك قرّر النادي حسم أكثر من 5% من راتبه، بعدها أوضح اللاعب أنه لن يحضر إلى التدريبات لأسباب صحية، مشيرًا إلى الضغط النفسي الذي عانى منه بسبب تصرفات جماهير “الذئاب”.
وبعد شهر واحد من تصريحات مورينيو تدخّل الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين “فيفبرو”، وأصدر بيانًا جاء فيه “ندين بشدة معاملة روما لريك كارسدورب، الذي كان ضحية لحملة انتقادات في الأسابيع الأخيرة، لقد اتُهم علنًا بأنه خائن، وهذه كلمة صادمة، أخفقت إدارة النادي في التعامل مع الموقف، أو حتى الاعتذار عنه، كما استخدمه المشجعون مرارًا وتكرارًا لمهاجمة أسرته”.
وأضاف الاتحاد “علاوة على ذلك تعرّض كارسدورب لقضية تأديبية غير مسوّغة، وهذه التصرفات -على ما يبدو- هي وسيلة لصرف الأنظار عن الأداء الضعيف للنادي في الآونة الأخيرة، وتهدف إلى ممارسة ضغط غير مسوّغ على اللاعب، ومثل هذا السلوك يتعارض مع لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم، نحن في “فيفبرو” واتحاد اللاعبين الهولنديين نقدّم كامل دعمنا للاعب”.
تامي أبراهام من أعلى نقطة ✈️#ساسولو_روما | #الدوري_الإيطالي 💎 #الكالتشيو pic.twitter.com/ZGyFalQ5hn
— الدوري الإيطالي (@SerieA_AR) November 11, 2022
من جهته قال سالفاتور سيفال -محامي اللاعب- “بدأ الأمر لأن شخصًا مشهورًا جدًا في روما كان لديه موقف خاطئ. عندما تأتي هذه الكلمات من شخص مثل جوزيه مورينيو وأمام وسائل الإعلام، فإنها -مع الأسف- توّلد أجواء معادية للاعب، كما سمعت أنه تعرّض لهجوم من قبل مشجعي روما في أحد المطارات، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي”.
لكن بيان “فيفبرو” وتصريحات محامي اللاعب لم تغيّر في الواقع شيئًا عند مورينيو في الشهور الثلاثة الأولى، غير أن البرتغالي أعاد كارسدورب إلى المباريات في فبراير/شباط 2023 وهو الأمر الذي عدّه موقع “غيف مي سبورت” بأنه انتصار للاعب الذي تعرَض فيما بعد (الشهر التالي) لإصابة خطيرة في الركبة، أبعدته عن الفريق حتى نهاية الموسم.
ولا يزال كارسدورب لاعبًا في صفوف روما، وهو الذي انضم للفريق يوم 30 يناير/كانون الثاني 2020 قادمًا من فينورد روتردام، ومنذ ذلك التاريخ لعب 129 مباراة بجميع البطولات، سجّل فيها هدفًا واحدًا، وقدّم 13 تمريرة حاسمة، كما تُوّج ببطولة دوري المؤتمر الأوروبي موسم 2021-2022 تحت قيادة مورينيو.