رغم إسقاط جميع تهم الاغتصاب التي وجهت إلى ميسون غرينوود، فإن نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي قال إن قرار عودة غرينوود لصفوف الفريق الأول لم يتخذ بعد، مما يسلط الضوء على الأضرار المادية والمعنوية الضخمة التي يتعرض لها نجوم كرة القدم بمجرد اتهامهم بالاغتصاب أو الاعتداء حتى لو ثبتت برائتهم.
وغرينوود والنجم الفرنسي بنجامين ميندي والويلزي راين غيغز هم 3 نجوم اتهموا بالاغتصاب والاعتداء من قبل سيدات لم يستطعن إثبات الوقائع، وبالتالي حكم القضاء البريطاني ببراءتهم من جميع التهم المنسوبة إليهم، لكنهم لم يستعيدوا مكانتهم أو خسائرهم المالية.
وقالت الشرطة ومدعون في فبراير/شباط الماضي إنه تم إسقاط جميع التهم الجنائية الموجهة لغرينوود، الذي أوقفه يونايتد في يناير/كانون الثاني 2022 عندما ظهرت اتهامات بحقه عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمحاولة الاغتصاب والاعتداء في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وأشارت وسائل إعلام إلى أن يونايتد قرر عودة غرينوود إلى الفريق الأول مع بداية الموسم الجديد قبل أن يعلن النادي أن القرار “لم يتخذ بعد”.
وقال النادي في بيان عبر موقعه على الإنترنت “بعد إسقاط جميع التهم الموجهة إلى ميسون غرينوود في فبراير/شباط 2023، أجرى يونايتد تحقيقا شاملا في المزاعم الموجهة إليه. خلال هذه العملية كانت سلامة الضحية ووجهة نظرها عنصرا محوريا في التحقيق الذي أجراه النادي، ونحن نحترم حقها في إخفاء هويتها مدى الحياة”.
وأشار يونايتد إلى أن إدارة النادي ستتوصل لقرار في الأيام القريبة بشأن المهاجم الذي مثل منتخب إنجلترا.
ولم تتوقف خسائر اللاعب الشاب عند أسوار النادي، بل امتدت إلى عقود الرعاية أيضا، ففي فبراير/شباط 2022 أنهت شركة نايكي رعايتها لغرينوود بعد الاتهامات التي طالته، وتمت إزالته من بعض إصدارات لعبة الفيديو (فيفا 22)، إضافة إلى استبعاده من المنتخب الإنجليزي.
بنجامين ميندي
اعتقل المدافع الفرنسي عام 2021 بعد مزاعم من 13 سيدة ضده باغتصابهن، ومن يومها والفضائح والخسائر تنهال عليه، إذ بدأت بإعلان ناديه مانشستر سيتي إيقافه وعدم صرف راتبه، كما أُجبر الظهير الفرنسي على إغلاق شركته الخاصة بحقوق الصورة عقب ملاحقته من قبل السلطات بسبب ضرائب غير مدفوعة.
كذلك خسر ميندي الكثير من الأموال في بيع بيته في منطقة برستبوري، وهو الأمر نفسه الذي واجهه بعدما باع سياراته وساعات باهظة الثمن من أجل تنظيف اسمه وتبرئته من التهم الموجهة إليه، كما خسر خلال فترة وجوده في السجن أكثر من مليون دولار.
وبعد إعلان المحكمة تبرئة ميندي من جميع التهم منتصف الشهر الماضي دخل في نوبة بكاء ومسح دموعه عند سماع النطق بالحكم من المحلفين البريطانيين في ختام محاكمة استمرت 3 أسابيع في محكمة تشيستر كراون في شمالي غربي إنجلترا. ولدى سؤاله عن شعوره بعد براءته، قال ميندي “الحمد الله”.
وجاء الحكم بالبراءة بعد أن فقد اللاعب مكانه مع بطل الدوري الإنجليزي الممتاز، كما فقد الكثير من الأموال، وتلوثت سمعته، ويسعى لاستعادة مستواه مجددا بعد انتقاله قبل أسابيع إلى نادي لوريان الفرنسي.
راين غيغز
رغم أن القضاء البريطاني أسقط التهم الموجهة إلى نجم مانشستر يونايتد السابق، وأهمها العنف والاعتداء على شريكته السابقة وشقيقتها في منتصف يوليو/حزيران الماضي بعد محاكمة استمرت نحو 3 سنوات، فإن غيغز فقد وظيفته مدربا لمنتخب ويلز ليحرم من قيادته في مونديال قطر 2022.
وتسلم غيغز مهمة تدريب منتخب بلاده ويلز في يناير/كانون الثاني 2018، وقاده إلى كأس أمم أوروبا في 2021، لكن هذه القضية حرمته من قيادته في النهائيات القارية ليكمل مساعده السابق روب بايج المسيرة.
من يعوض النجوم المتهمين بالاغتصاب بعد تبرئتهم؟
يقول المحامي الرياضي الدولي محمد متولي، للجزيرة نت، إن هذه القضايا تصنف مدنية أو جنائية وليست رياضية، وهذا النوع من القضايا يمكن للاعبين الذين حصلوا على البراءة فيها رفع قضايا تعويض وتشهير على أصحاب الاتهامات، وأشار إلى أن اللاعب المتضرر يمكن أن يحصل على تعويضات مادية تتضمن:
- تعويض الراتب: حيث يحق للاعب رفع دعوى قضائية للحصول على تعويض للراتب الذي خسره نتيجة الاتهامات (كما حدث مع إيقاف راتب ميندي).
- تعويض عن الأموال التي خسرها نتيجة عدم اكتمال عقده مع النادي (مثل ما قد يحدث مع غرينوود إذا قرر يونايتد رحيله).
ويضيف متولي أن التعويضات السابقة يرفق معها الأوراق التي تثبت قيمة الراتب ومدة العقد المتبقية للاعب بعد توجيه الاتهامات إليه وبداية إيقافه من ناديه، ولا تحتمل التقدير لأنها موثقة بالعقود.
ويتابع أن للاعب الحق أيضا في المطالبة بتعويض خاص عن الضرر النفسي والمعنوي وقيمته تقديرية للمحامي واللاعب نفسه، لكن القاضي هو صاحب التقدير الأخير للتعويض المناسب.
ويوضح متولي أن اللاعبين عادة لا يتقدمون بطلب التعويض.