في اكتشاف فلكي نادر، رصد علماء الفلك زوجا من النجوم البيضاء القزمة وهما يدوران حول بعضهما على مسافة لا تتجاوز 160 سنة ضوئية من الأرض، فيما يبدو أنه مقدمة لحدث كوني نادر للغاية يُعرف بـ”الانفجار الكوني الرباعي” يعد الأول من نوعه.
ويُتوقع أن ينتهي مصير هذين النجمين، اللذين يشكلان بقايا شديدة الكثافة لنجوم شبيهة بالشمس، إلى انفجار حراري نووي من النوع الذي يُعرف باسم المستعر الأعظم، لكنه سيتخذ في هذه الحالة شكلا استثنائيا يتضمن 4 مراحل من الانفجارات المتتالية.
ورغم أن النجمين القزمين لا يتجاوز حجمهما حجم الأرض، فإن كتلتيهما توازي ما يقارب كتلة الشمس أو أكثر، مما يجعلهما من أكثر الأجرام السماوية المرئية كثافة في الكون. وتبلغ كتلة النجم الأول نحو 83% من كتلة الشمس، بينما يبلغ الثاني حوالي 72%، مما يجعل مجموع كتلتيهما هو الأعلى بين جميع الأنظمة النجمية المماثلة التي رُصدت حتى الآن.
ويشير القائمون على دراسة نُشرت في دورية “نيتشر أسترونومي” إلى أن كتلة النجمين كانت في الأصل تتراوح بين 3-4 أضعاف كتلة الشمس، لكن ما حدث لاحقا أدى إلى فقدان جزء كبير من الكتلة، مما تسبب في انضغاط ما تبقى منها إلى حجمهما الحالي الذي يعادل حجم الأرض.
العد التنازلي بدأ
يدور النجمان حول بعضهما بسرعة هائلة، متممَين دورة كاملة كل 14 ساعة فقط، ذلك بسبب قصر مدارهما المتقلّص مع مرور الوقت. ومع تقلص المسافة الفاصلة بينهما بشكل تدريجي بسبب فقدان النظام للطاقة المدارية، سيبدأ النجم الأثقل في سحب المادة من نظيره الأخف، مما يؤدي إلى تجاوز الكتلة الحرجة التي يمكن للنجم أن يتحملها دون أن ينهار.
وعند هذه النقطة، ستبدأ سلسلة من الانفجارات من الطبقة الخارجية للنجم الأكبر، وتصل إلى نواته، ثم تنتقل إلى النجم الثاني.
نجوم من نوع خاص
وتوضح الدكتورة إنغيرد بيلزولي، أحد القائمين على الدراسة، أن النجوم القزمة البيضاء “تتكون من طبقات تشبه حلقات البصل، نواة من الكربون والأكسجين، تعلوها طبقة من الهيليوم، وأخرى من الهيدروجين”.
وتتابع “عندما تبدأ عملية التفاعل بين النجمين، ستؤدي الكتلة الزائدة في طبقة الهليوم إلى إشعال انفجار، يتبعه انفجار ثانٍ في نواة الكربون-الأوكسجين، ثم انفجار ثالث في الهليوم لدى النجم الثاني، ثم انفجار رابع في نواته”.
ورغم أن مدة هذا التسلسل التفجيري لن تتجاوز 4 ثوانٍ، فإن وقوعه لن يحدث قبل نحو 22.6 مليار سنة من الآن، أي بعد عمر طويل يفوق عمر الكون الحالي البالغ 13.8 مليار سنة. وإذا ما بقي كوكب الأرض أو ما تبقى منه إلى ذلك الحين، فسيبدو هذا الانفجار في السماء أكثر سطوعا بـ10 مرات من القمر الكامل في ليلة صافية.
ويُعد هذا النظام النجمي الأول من نوعه الذي يُتوقع أن ينتهي إلى انفجار بهذا التعقيد، إذ يقول الباحث الرئيس بالدراسة جيمس موندي “لو كان النجمان في مدار أوسع قليلا، لكانا سيعيشان في استقرار دائم دون نهاية كارثية” ويختم “لكن في هذه الحالة، نعلم أن هذا الانفجار سيحدث حتما وسيظهر في سماء الأرض”.