كتب رئيس مكتب “نيويورك تايمز” (New York Times) في إسطنبول بن هابرد أن إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان تمنحه 5 سنوات أخرى لتعميق بصمته المحافظة على المجتمع التركي، وتحقيق طموحه في تعزيز القوة الاقتصادية والجيوسياسية للبلاد.
ويرى أن حلفاء تركيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) -الذين غالبا ما اعتبروا أردوغان شريكا محبطا بسبب خطابه المعادي للغرب وعلاقاته الوثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين- تابعوا الانتخابات عن كثب.
ولفت تقرير الصحيفة الأميركية إلى أن أردوغان لم يعط أي مؤشر على أنه يخطط لتغيير سياساته الخارجية، ولخص أهم ملاحظاته على هذه الانتخابات في النقاط التالية:
أولا: الأزمات أضرت بأردوغان لكنها لم تكسره. فقد كانت الانتخابات الأكثر تحديا له منذ 20 عاما كأبرز سياسي في تركيا وكرئيس للوزراء منذ عام 2003 ورئيس للبلاد منذ عام 2014. ومع ذلك انتصر بفضل الدعم القوي من قطاع كبير من السكان وبفضل مهاراته كمناضل.
وأضاف الكاتب أن الأتراك المتدينين الذين يقدرون توسيعه لدور الإسلام في الحياة العامة، وحتى الكثير من الغاضبين من التضخم، قالوا إنهم لا يثقون في أن المعارضة يمكن أن تحكم بشكل أفضل.
ثانيا: الزلزال الذي ضرب البلاد مؤخرا لم يؤثر كثيرا على الانتخابات. فقد تقلد أردوغان السلطة قبل 20 عاما وسط غضب من استجابة الحكومة “الكارثية” لزلزال ضرب منطقة قريبة من إسطنبول عام 1999 أسفر عن مقتل أكثر من 17 ألف شخص.
وتوقع الكثيرون أن يضر زلزال هذا العام بمكانة أردوغان أيضا، لكن ليس هناك ما يشير لذلك.
ثالثا: تحذيرات الإرهاب لقيت صدى لدى الناخبين. فقد قوض أردوغان المعارضة بتصوير قادتها على أنهم ضعفاء وغير مؤهلين. وكان يحتج دائما بأنهم سيكونون متساهلين مع الإرهاب. وصدقه العديد من الناخبين وأعربوا عن عدم ثقتهم في المعارضة للحفاظ على أمن البلاد.
رابعا: التصويت كان حرا لكن لم تتساو الفرص. فلم يبلغ المراقبون الدوليون عن أي مشاكل واسعة النطاق في عملية جمع الأصوات وعدها، معتبرين أن العملية كانت حرة. لكنهم -حسب الكاتب- لاحظوا المزايا الهائلة التي كان يتمتع بها أردوغان قبل بدء التصويت، بما في ذلك قدرته على إطلاق مبادرات للإنفاق الحكومي بمليارات الدولارات سعيا لتعويض الآثار السلبية للتضخم والضغوط الاقتصادية الأخرى.