أمام القوات الأوكرانية فرصة حقيقية لتحقيق النصر في ساحة المعركة في الأسابيع والأشهر المقبلة، والطريق إلى النصر لن يكون سهلا أبدا، وبطريقة أو بأخرى من المرجح أن يمر عبر شبه جزيرة القرم.
بهذه العبارات بدأ الكاتبان: السفير السابق للولايات المتحدة في أوكرانيا جون هربست، ودانيل فريد المساعد السابق لوزير الخارجية للشؤون الأوروبية مقالا لهما في صحيفة واشنطن بوست (Washington Post).
ولفتا إلى أنه منذ أن سيطرت روسيا على أجزاء من أوكرانيا أول مرة عام 2014، افترض عدد كبير من صانعي السياسة الغربيين أن شبه جزيرة القرم هي الخط الأحمر الحقيقي لموسكو، وهي “الغزو الإقليمي” الوحيد الذي لا يمكنها التخلي عنه أبدا، وبذلت روسيا جهدا كبيرا لتأكيد ذلك للمحاورين الغربيين منذ ذلك الحين.
القرم نقطة نفوذ قصوى
وأضاف الكاتبان أن القرم تمثل في الواقع نقطة نفوذ قصوى، وهو ما يجعلها تحديدا المكان الذي يجب أن تحقق فيه أوكرانيا مكاسب في ساحة القتال لإنهاء هذه الحرب بنجاح.
وأشارا إلى وجود دلائل على أن الهجوم المضاد الأوكراني بدأ يتكثف، وأنه في الوقت الذي ستضرب فيه أوكرانيا في نهاية المطاف حيث تتوقع النتيجة الأكثر إيجابية؛ سيتعين على قواتها في النهاية -كما يعتقد العديد من المراقبين- القيام بمحاولة اختراق في الجنوب لقطع الجسر البري الممتد من روسيا عبر دونباس “المحتلة” إلى شبه جزيرة القرم.
ويرى المقال أن هذه الخطوة يمكن أن تكون حاسمة إذا نجحت، وأنها ستقسم القوات الروسية المنتشرة في الجنوب الأوكراني، وربما تجعل القرم نفسها في موقف ضعيف.
وقال الكاتبان إن أي تقدم أوكراني يضع القرم داخل نطاق المدفعية الأوكرانية سيخلق مشكلة لوجيستية ضخمة ومكلفة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
أسرع طريقة لإنهاء الحرب
ويمكن أن يهدد إدارته العسكرية والمدنية فيها بشكل خاص إذا تمكنت أوكرانيا أيضا من تدمير الجسر فوق مضيق كيرتش، الذي يربط شبه الجزيرة مباشرة بروسيا، تدميرا كاملا، أو حتى إبقائه تحت نيران مستمرة.
وتابع الكاتبان أنه ستكون لمثل هذه النكسة تداعيات سياسية في موسكو، وستتفاقم الانقسامات المشاهدة حاليا في نظام بوتين. وأضافا أن الضغط الشديد على شبه جزيرة القرم هو أسرع طريقة لإنهاء الحرب بشروط مقبولة لأوكرانيا؛ لأن كييف لا تريد وقف إطلاق نار تستغله موسكو لإعادة تسليح نفسها واستئناف الحرب في وقت أكثر ملاءمة.
وخلص المقال إلى أن هذا النوع من الهزيمة المدوية فقط هو الذي سيجبر روسيا على قبول أوكرانيا في النهاية كدولة كاملة السيادة. ومن ناحية أخرى، فإن أي جمود ناتج عن الإفراط في الحذر الغربي سيشجع بوتين على مواصلة المحاولة، وإطالة أمد حرب العدوان الروسية الشنيعة بلا داع، حسب رأي الكاتبين.