يقول الكاتب الأميركي جوزيف سيرينسيون إن من بين كل أهوال حرب أوكرانيا قد يكون التهديد الأكثر كارثية هو حدوث انفجار نووي في المحطة النووية الكبرى في أوروبا، محطة زاباروجيا.
وأوضح سيرينسيون في مقال له بموقع ذا ديلي بيست (The Daily Beast) أنه المحتمل أن تكون هذه المحطة في خضم القتال العنيف حيث تشن أوكرانيا هجومها المضاد ضد روسيا، ووصف المحطة بأنها قنبلة نووية موقوتة من الممكن أن تصبح أسوأ كارثة نووية منذ تشيرنوبل.
معرضة للخطر للغاية
ونقل الكاتب عن الشركة النووية الحكومية الأوكرانية إنيرغوتوم “Energoatom” تحذيرها من أن المحطة “على وشك التعرض لحادث نووي وإشعاعي”. كما نقل عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قولها إن المنشأة “معرضة للخطر للغاية”.
وذكر أن العمال في المنشأة قالوا لشبكة سكاي نيوز البريطانية إنهم يخشون أن يؤدي القتال إلى إطلاق غازات مشعة “يمكن أن تسبب دمارا في معظم أنحاء أوروبا وروسيا والبحر الأبيض المتوسط”.
وأشار سيرينسيون إلى أن الخطر لا يأتي من انفجار نووي مثل انفجاري هيروشيما أو ناغازاكي، بل من ذوبان الآلاف من قضبان الوقود في المفاعل وإطلاق غاز الهيدروجين الذي ينفجر بعد ذلك، ويطلق جزيئات مشعة في أعمدة يمكن أن تسافر مئات أو حتى آلاف الأميال.
مشكلة التبريد
وأشار الكاتب إلى أن هناك 2200 طن من المواد النووية بينها مئات الأطنان من قضبان الوقود المستنفد التي يجب تبريدها باستمرار، وإذا انقطعت الكهرباء لا تستطيع المضخات تدوير مياه التبريد، وستسخن هذه القضبان وتنفجر.
وأوضح أنه تم حتى الآن قطع الكهرباء عن المحطة 7 مرات منذ بدء الحرب، كان آخرها في السادس من الشهر الماضي. وبدأت المولدات الاحتياطية تحافظ على ضخ المياه حتى عودة التيار الكهربائي، لكن هذه المولدات لا تعمل إلا لبضعة أيام، حتى إذا كانت في حالة جيدة.
معلقة بخيط رفيع
ولفت الكاتب الانتباه إلى أنه هو وكثير من الخبراء ظلوا يحذرون من أن مفاعلات زاباروجيا معلقة بخيط رفيع يمكن أن ينقطع بالكيفية التالية:
1- القتال حول المصنع يقطع التيار الكهربائي.
2- وقوع أخطاء من الموظفين كما حدث في تشيرنوبل، فمنذ أن سيطرت روسيا على المفاعل في مارس/آذار 2022، انخفض عدد العاملين من 11 ألف عامل إلى حوالي 3500 فقط، والأسوأ من ذلك، أن العمال الأفضل تأهيلا قد غادروا، وقال أحد العمال إن هناك نقصا في عدد عمال الإصلاحات الذين يمكنهم إصلاح المشكلات.
3- يمكن أن يؤدي هجوم روسي متعمد إلى تجفيف برك التبريد أو تدمير القباب الخرسانية حول المفاعلات.
4- هناك أيضا احتمال أن تخرّب روسيا المفاعل، فبإمكان جيشها تدمير المفاعل عمدا من أجل تأخير أو هزيمة أي تقدم أوكراني. وهناك تقارير غير مؤكدة ذكرت أن روسيا زرعت متفجرات حول مكونات نووية رئيسية في الموقع، كما بدأت عمليات إجلاء جماعية حول المفاعل.