مراسلو الجزيرة نت
طهران ـ رغم كثافة التجارب الصاروخية الإيرانية، فإن ما يميز “فتاح” أنه “أول صاروخ باليستي فرط صوتي” مكن طهران من الانضمام إلى نادي دول “الصواريخ الفرط صوتية” إلى جانب الولايات المتحدة وروسيا والصين.
ويأتي هذا الكشف وسط تنديد غربي بالتجارب الصاروخية الإيرانية، وصل إلى فرض عقوبات متتالية كان آخرها إعلان وزارة الخزانة الأميركية أمس الثلاثاء عقوبات جديدة على 7 أفراد و6 شركات في إيران والصين -بينهم موظف دبلوماسي إيراني- لارتباطها ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.
وفي المقابل، قال الحرس الثوري الإيراني خلال استعراض الصاروخ الجديد إن “فاتح” قادر على المرور عبر أهم أنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة.
قدرات ومميزات
وعلى هامش احتفال استعراض الصاروخ، أشاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالسلاح الجديد الذي “سيجعل البلاد أقوى”، في حين أوضح قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري، العميد أمير علي حاجي زاده، أن مدى صاروخ فتاح يبلغ 1400 كيلومتر وتصل سرعته إلى 13 و15 “ماخا” (وحدة لقياس السرعة توازي سرعة الصوت).
وشدد القيادي في الحرس الثوري، على أن الصاروخ الجديد الذي يعمل بالوقود الصلب قادر على التحليق داخل الغلاف الجوي وخارجه بسرعة عالية جدا مما “يؤهله للتغلب على كافة الأنظمة الجوية نظرا إلى قدرته على التخفي والمناورة في اتجاهات وارتفاعات مختلفة”.
وقال حاجي زاده إن الصاروخ الجديد يمثل “قفزة كبيرة في مجال صناعة الصواريخ”، مضيفا أنه “صاروخ فريد من نوعه في العالم بحيث أصبحت إيران مع الكشف عنه واحدة من الدول الأربع التي تمتلك هذه التكنولوجيا”.
وأضاف العميد حاجي زاده، في كلمته بمراسم الكشف عن الصاروخ الجديد أن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي هو الذي اختار “فتاح” اسما لهذا الصاروخ.
في غضون ذلك، ذكرت وكالة “إرنا” الرسمية، أن “الرأس الحربي للصاروخ مزوّد بمحرّك كروي يعمل على الوقود الصلب وفوّهة متحركة تعطيه قابلية للمناورة في جميع الاتجاهات، بالإضافة إلى القدرة على التخفي واجتياز أنظمة الرادار”.
تنويع الخيارات
من جانبه، يقرأ منصور حقيقت بور، المستشار السابق لرئاسة البرلمان الإيراني والقيادي السابق في الحرس الثوري، الكشف عن صاروخ فتاح في إطار تنويع خيارات بلاده للرد على الأطراف التي تهدد طهران بمقولة “جميع الخيارات معروضة على الطاولة”.
وفي حديثه للجزيرة نت، أشار حقيقت بور إلى أن التهديدات الخارجية هي التي تحدد مدى الصواريخ الإيرانية، موضحا أن مسافة 1400 كيلومتر أصبحت بيت القصيد لمدى الصواريخ الإيرانية وهي المسافة بين غربي البلاد وإسرائيل.
ولدى إشارته إلى تهديد القادة الإسرائيليين بضرب المنشآت النووية الإيرانية، قال القيادي العسكري الإيراني إنه بعد الكشف عن صاروخ “فتاح” الفرط صوتي لا نحتاج سوى أقل من 400 ثانية لضرب الأهداف المنشودة في العمق الإسرائيلي، “ناهيك عن أن حلفاءنا قادرون على ضربها من المسافة صفر”.
ورقة رابحة
من ناحيته، يصف الباحث العسكري مهدي بختياري صاروخ “فتاح” بأنه ورقة بلاده الرابحة في الدفاع عن أمنها القومي ومصالحها الحيوية ويمثل قفزة كبيرة في ترسانتها الصاروخية، معتبرا مهمة تخطي الدفاعات الجوية بأنها الشغل الشاغل لمصنعي الصواريخ، وأن “صاروخ فتاح قادر بالفعل من الإفلات من أنظمة الدفاع الجوي”.
وتابع الباحث العسكري الإيراني، أنه خلافا للصواريخ الباليستية فإن الصواريخ الفرط صوتية قادرة على التحليق داخل الغلاف الجوي وكذلك خارجه بسرعة فائقة وأن تأخذ مسارات معقدة جدا تجعل من اعتراضها أمرا شبه مستحيل للمنظومات الجوية لأن أغلب الدفاعات الجوية المصممة حتى الآن مخصصة لاعتراض الصواريخ التقليدية.
وعما إذا كانت منظومة “القبة الحديدية” الإسرائيلية قادرة على اعتراض صاروخ فتاح، أوضح بختياري أن القبة الحديدية غير مخصصة أصلا لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى وأن تل أبيب طورت منظمتي “السهم” ومقلاع داود” لهذا الغرض، كما أنه يشكك في فاعليتهما لاعتراض الصاروخ الجديد.
ويصف الغرب التجارب الصاروخية الإيرانية بأنها تتعارض مع قرار مجلس الأمن رقم 2231 الذي يدعو إلى التوقف عن “أي نشاط” يتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية.