أثار الهجوم على القوات الإسرائيلية في الحدود مع مصر أمس ردود فعل من قبل السياسيين ونواب الكنيست والكتاب الإسرائيليين تطالب بتغيير قواعد إطلاق النار في تلك الحدود، كما تحدثت عن ضعف الجيش الإسرائيلي ومحدودية أجهزته هناك.
ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست (Jerusalem Post) في تقرير لها عن عضو الكنيست عوتسما يهوديت ألموغ كوهين دعوته لتغيير قواعد الاشتباك للجيش الإسرائيلي في منطقة الحدود المصرية، قائلا إن تهريب المخدرات هو وباء وطني وشريان حياة مالي للمنظمات “الإجرامية”، وفي بعض الأحيان تزداد جرأة المهربين بالمركبات على الطرق الوعرة والرؤية الليلية والأسلحة والمعدات المتطورة، وعلى الجيش الإسرائيلي التعامل مع تهريب الأسلحة على أنه تسلل عبر الحدود لجميع المقاصد والأغراض وقتل المهربين.
“على مصر تقديم إجابات واضحة”
وقال عضو الكنيست من حزب الليكود داني دانون إن الجنود في منطقة الانتشار اشتكوا من قواعد الاشتباك التقييدية في الأشهر الأخيرة، ولذلك يجب تغيير أنظمة إطلاق النار ضد “الإرهابيين والمهربين المسلحين” على الفور، وإن الحجج القانونية تقيد أيدي المحاربين الذين يدافعون عن وطنهم والثمن باهظ، “علينا تغيير ذلك”.
وطالب عضو الكنيست إلياهو ريفيفو مصر بإجراء تحقيق بالتوازي مع التحقيق الإسرائيلي، وتقديم تفسير للواقعة، قائلا “يجب أن نطلب من نظرائنا المصريين إجراء تحقيق شامل وتقديم إجابات واضحة حول الحادث الرهيب”.
افتضاح ضعف الجيش الإسرائيلي
وفي صحيفة هآرتس (Haaretz) قال الكاتب عاموس هاريل إن الهجوم على الحدود المصرية يفضح ضعف الجيش الإسرائيلي ومحدودية أجهزته، مضيفا أنه قد يكون من الضروري إعادة فحص إستراتيجية الدفاع بأكملها وتقييم ما إذا كان هناك توازن مناسب بين القوات والمراكز ووسائل المراقبة، بالنظر إلى الطول غير العادي للحدود المصرية (240 كلم).
ووصف هاريل في مقال له بالصحيفة الحادث بأنه خطير واستثنائي سواء في ظروفه أو في نتائجه القاتلة، مضيفا أن ضابط الأمن المصري تمكن من اختراق الحدود دون عوائق وقتل 3 جنود وجرح رابعا.
ودعا الكاتب لإجراء تحقيق عسكري شامل لمعرفة أوجه القصور، ومراجعة الدفاع على طول هذه الحدود، التي قال إن الهدوء النسبي وضعها في ذيل أولويات الجيش في تخصيص الموارد والقوات.
عدم تجاهل افتراض الدافع الأيديولوجي
ونبه الكاتب إلى أن مصر والأردن أرجعا، في ظروف مماثلة في الماضي مثل هذه الحوادث على حدودهما مع إسرائيل سبب هذه الأحداث إلى أن ضابط الشرطة أو الجندي الذي نفذها “أصيب بالجنون”.
لكن الكاتب فند ذلك، قائلا “هذا تفسير سطحي بشكل عام”، مشيرا إلى أن افتراض أن المهاجم قد خضع “لتطرف أيديولوجي تحت تأثير منظمة إرهابية إسلامية تنشط في سيناء” أو تضامنا مع كفاح الفلسطينيين لا ينبغي استبعاده.
وقال إن على إسرائيل الآن إعادة تقييم الخطر على طول الحدود المصرية لتحديد إن كان تفاقمه وصل حدا يستلزم إعادة نشر للقوات، وتوفير وزيادة المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية بشأن مصر، وإحكام إغلاق السياج المرتفع والمعقد نسبيا الذي أقيم على الحدود المصرية منذ أكثر من عقد من الزمن لوقف تدفق طالبي اللجوء والمهاجرين لأسباب اقتصادية من أفريقيا.
وحذر هاريل من أن يؤدي نجاح “الإرهاب” اليوم إلى تشجيع محاولات أخرى تشمل إرسال مهاجمين محتملين إلى إسرائيل من قطاع غزة عبر سيناء، أو اختطاف جندي على الحدود.