حسن إصليح، صحفي فلسطيني من غزة، اختار أن يحمل كاميرته ويوثق المجازر والاعتداءات الإسرائيلية بحق أبناء القطاع منذ أكثر من عام ونصف.
ففي السابع من أبريل/ نيسان الماضي، أصيب حسن بجروح إثر استهداف مباشر نفذته قوات الاحتلال لخيمة الصحفيين في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث كان مع عدد من زملائه، وقد استشهد بعضهم في ذلك الهجوم، ونقل حسن حينها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
لكن الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى دوما لإسكات كل من يوثق جرائمه بحق أهل غزة، لم يكتف بمحاولته الأولى لاغتيال حسن، بل أصر على اغتياله وهو يتلقى العلاج داخل مستشفى ناصر الطبي في خان يونس، فجر اليوم الاثنين.
🔴 على فراشه وخلال تلقيه العلاج.. توثيق لحظة اغتيال طائرات الاحتلال الزميل الصحفي حسن إصليح خلال تلقيه العلاج داخل مستشفى ناصر الطبي في خانيونس جنوب قطاع غزة pic.twitter.com/Gsw65CtNEp
— ساحات – عاجل 🇵🇸 (@Sa7atPlBreaking) May 13, 2025
وكان آخر ما كتبه إصليح وهو يتلقى علاجه خبر عن قصف إسرائيلي استهدف مناطق في مدينة خان يونس جنوب غزة، ولكن لم يعلم أنه هو سيصبح الخبر.
فقد انتشر مقطع فيديو يوثق اللحظات الأولى لقصف قسم الحروق في مجمع ناصر الطبي واستشهاد الصحفي حسن أصليح، وانتشر خبر اغتياله بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي.
كما أظهرت مقاطع أخرى بقايا طائرة مسيّرة استهدف بها الاحتلال الإسرائيلي الصحفي الشهيد حسن إصليح أثناء تلقيه العلاج في قسم الحروق بمجمع ناصر الطبي في خان يونس.
بقايا طائرة مسيّرة استهدف بها الاحتلال الصحفي الــشــهــيــد حسن اصليح أثناء تلقيه العلاج في قسم الحروق بمجمع ناصر الطبي في خانيونس. pic.twitter.com/wWffSBshKc
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) May 13, 2025
وسادت حالة من الحزن والغضب إزاء الجرائم المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة أهالي غزة، والاستهداف الممنهج للصحفيين.
ودون ناشطون أن دم الشهيد حسن إصليح يفضح ازدواجية المعايير الصارخة في العالم، حيث تجاهلت العديد من الحكومات والأنظمة قضية هذا الصحفي الملتزم بقضية شعبه والمحبوب في مجتمعه، رغم إعلان الاحتلال بوقاحة عن استهدافه ومحاولة قتله عند إصابته الأولى.
وأضافوا أن الأمر تكرر مع مئات الصحفيين والمواطنين الأبرياء، بينما العالم بأسره ينشط لنجدة جندي أسير تحتجزه المقاومة في غزة، وتغفل عن حرية شعب بأكمله يواجه العدوان.
وأشار مغردون إلى أن حسن يمثل مثالا للفاجعة اليومية التي يعيشها أهل غزة منذ أكثر من عام ونصف، شعب يعاني الجوع والإبادة وسط تخاذل وتواطؤ وصمت العالم الإسلامي والعربي.
وعلق آخرون: “حسن إصليح صاحب الكلمة الحرة الصلبة، وفضاح جرائم إسرائيل، من أوصل صوت أهل غزة من زملائه إلى كل مكان… اغتالته إسرائيل بعملية جبانة داخل مستشفى ناصر أثناء تلقيه العلاج من إصابته الأخيرة التي تعرّض لها في محاولة الاغتيال قبل شهر”.
في زمن الخذلان
يُقصف الصحفي وهو مصاب داخل أقسام المستشفى
ولا أحد يحرّك ساكنًا. #حسن_أصليح #غزة #الصحافة_ليست_جريمة— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) May 13, 2025
وكتب بعض الفلسطينيين: “لم يستطع الاحتلال اغتياله حين قصف خيمة الصحفيين قبل أسابيع، فلاحقوه على سرير الشفاء في المستشفى. عدونا مجرم متعطش للدماء يكره أن يرانا أحياء”.
وأضاف هؤلاء أن حسن كان صحفيا شجاعا ورمزا للعطاء، عرفه الغزيون من السلك للسلك داخل القطاع، فحدود غزة كلها مسيجة بالأسلاك الشائكة.
حسن إصليح هو جزء من كل بيت غزاوي، الأول في تغطية أي حدث بغزة حتى لو صغير بكون حاضر، خبر رحيل حسن مفجع لكل غزاوي، إلا ربٍ راضٍ غير غضبان يا حسن..
— هُدى من غزة 𓂆 (@huda_gaza) May 13, 2025
وقال ناشطون إن روح حسن رحلت وبقيت كاميرته شاهدة على نضاله وعطائه وجرائم الاحتلال التي لا تغتفر.
وأعلن مكتب الإعلام الحكومي بغزة أن عدد الشهداء الصحفيين ارتفع إلى 215 صحفيا بعد استشهاد الصحفي حسن إصليح.
لم ينجحوا في اغتياله، حين قصفوا خيمته قبل أسابيع، فلاحقوه على سرير الشفاء في المستشفى.
عدونا مجرم، مريض نفسي، متعطش لدمنا، ويكره مجرد أن يرانا أحياء.
حسن اصليح، كان صحفيا شجاعا، ورمزا من رموز العطاء، عرفه القطاع من السلك للسلك، كما يصف الغزيون -فحدودنا- مسيجة بالأسلاك الشائكة.… pic.twitter.com/3wLAMvJMpn— يونس أبو جراد (@YunusAbujarad) May 13, 2025
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي زعم أن حسن إصليح “من عناصر لواء خان يونس في حماس”، كما زعم أنه شارك في عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.