أكاديمي لـ “الرياض”: أغلب تصاميمها المعمارية ضعيفة تسبب في هدر الموارد
75 ألف مسجد بالمملكة بحاجة لتصاميم مستدامة وهوية معمارية مميزة
كشف رئيس قسم العمارة وعلوم البناء بكلية العمارة والتخطيط في جامعة الملك سعود الدكتور عاصم بن محمد العبداللطيف لـ (الرياض)عن وجود أكثر من 75 ألف مسجد في السعودية، أغلبها تعاني من ضعف التصميم المعماري لها وغير ملتزمة بالجوانب البيئية المستدامة، وهذا يجعل فواتير الكهرباء مرتفعة جدا، واستهلاك المياه مرتفع جدا مما يتسبب في هدر الموارد لأنها لم تصمم بطريقة مستدامة وتحتاج إلى مراعاة الجودة والاستدامة في تشغيلها كذلك.
وقال أنه تم يوم أمس الأربعاء 1 رجب 1446هـ الموافق 1 يناير 2025م و تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، ومعالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، تدشينالأدلة الفنية لبناء وتطوير المساجد والتي تهدف إلى وضع معايير لبناء المساجد وترميمها واستدامتها، وضمان جودة التصميم بما يتماشى مع كود البناء السعودي، مع التركيز على الاستدامة البيئية وترشيد استهلاك الموارد والطاقة.
علاوة على ذلك ستساهم الأدلة في الحفاظ على المساجد وتعزيز سلامتها، تحقيقًا لرؤية المملكة 2030حيث أنها تشمل على12 دليلاً رئيسيًا تغطي مختلف الجوانب، مثل الاشتراطات الشرعية، الإدارية، المعمارية، ومعايير التخطيط العمراني، والإنشائية، والصحية، وإدارة التشغيل والصيانة.
وبين انه من الفرص الواعدة لتعزيز الابتكار والاستدامة في عمارة المساجد على المستوى العالمي أن يتم تطبيق ميثاق الملك سلمان العمراني على مباني المساجد في السعودية سواء الجديدة منها أو ما يعاد تأهيله، مشيراً إلى أن الميثاق يهتم بـ 6 قيم من ضمنها قيمة الاستدامة، والأصالة والاستمرارية ومحورية الإنسان وملائمة العيش والابتكار، بحيث يكون للمساجد هوية واضحة في السعودية، علماً بأن الميثاق طُرح ولكنه غير ملزم حتى الآن، وقد يكون الوقت مناسباً لتأسيس كود لبناء المباني العامة وبالذات مباني المساجد.
وأضاف: في حال إقرار هذا الميثاق سترتفع جودة المباني وجودة تصاميمها وبالتي ستكون مناسبة أكثر للبيئة وستعزز الطراز المحلي، وتحد من هدر الموارد، فمن الضروري أن يكون للمساجد هوية مميزة تعبر عن هوية البلد تلائم التنوع التاريخي في كافة مناطق المملكة.
وحول عدم وجود جهات مختصة لتصميم وبناء المساجد قال: هذه الثغرة بدأ القطاع الثالث يساهم بردم الفجوة فيها فقد أصبح لدينا الآن في المملكة جمعيات خيرية تهتم بتصميم وبناء وعمارة المساجد ولديها فريق هندسي يشرف على التصميم ومراجعته وكذلك على التنفيذ ومراقبة الجودة؛ وبالتالي تظهر مساجد بجودة عالية، وحالياً يفوق عدد هذه الجمعيات المختصة خمس جمعيات.
أما عن تصاميم مساجد الطرق وفي محطات الوقود فقال: من المنطقي أن يكون لها تصاميم خاصة فتصميم المسجد في السوق يختلف عن تصميم مسجد في مجمع مكاتب أو في مجاورة سكنية أو جهة حكومية أو محطة على الطريق السريع، وجزء من الميثاق هو محورية الإنسان ويركز على الإنسان المستخدم وفئة المستخدم ووظيفته، والآن تطور العلم وأصبح لدينا تخصص يسمى بتجربة المستخدم والتخصص يدرس كيفية الخروج بتجربة ثرية للمستخدم لكي تكون فترة استخدامه لهذه المنشأة على أفضل مستوى وبأقل سلبيات ممكنة.
وبخصوص المساجد التاريخية قال: من البرامج المميزة عالمياُ التي أطلقها سمو ولي العهد مشروعالأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخيةوهو من برامج رؤية 2030، وتم من خلاله ترميم وتأهيل 130 مسجد في عدد من المناطق. والجميل في هذه المبادرة أنها تعيد ترميم وتأهيل المسجد بشكله الأصلي، وبعضها تم بناؤه قبل 200 أو 300 سنة، وبالتالي يحافظ مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية على هوية التراث العمراني للمملكة ويساهم في تأصيل جماليات العمارة المحلية.
وختم حديثة بالقول: إن من أبرز أسباب مشكلة تدني التصاميم المعمارية للمساجد أن بعض المتبرعين لديه وصية لبناء مسجد لوالده أو والدته ويريد تنفيذ الوصية بأسرع وقت وبتكلفة محدودة جداً مما ينتج عنه إهمال الجوانب الأخرى المتعلقة بالاستدامة والحد من الهدر.
وعن جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد قال هي جائزة تبناها رجل الأعمال السعودي عبداللطيف الفوزان منذ عام 2011م وأصبحت جائزة عالمية يصاحبها مؤتمر عالمي يحضره معماريون ومتخصصون، حيث ساهمت في توعية المجتمع العالمي بالمساجد وثقافتها وعمارتها وتاريخها، ولها مؤتمر عالمي تقام نسخته الرابعة في هذا العام 2025م وخلاصة القول لابد لنا من الاتفاق على أهمية التصميم لمباني المساجد الجديدة بالإضافة إلى أهمية تأهيل مباني المساجد القائمة حاليا لأجلالوصول للهدف المنشود بالمحافظة على الموارد وتوفير تجربة مستخدم جيدة مع تعزيز الصورة الذهنية الجيدة لتلك المباني التي تشكل أكثر المباني العامة في مملكتنا الغالية.