الفيروس التنفسي المخلوي وتأثير العدوى على فئة كبار السن من هم فوق 60 عاما
يسبب الفيروس التنفسي المخلوي التهابات في الرئتين والمجرى التنفسي.. وتكون أعراض الإصابة بالفيروس التنفسي المخلوي للبالغين وكبار السن مشابهة لأعراض الزكام كما قد تتضمن بعض الأعراض الخفيفة من احتقان الانف والسعال غير مصحوب ببلغم وارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم والتهاب الحلق والعطس والصداع.
وغالبا ما تظهر علامات وأعراض عدوى الفيروس التنفسي المخلوي بعد أربعة إلى ستة أيام من التعرض للفيروس، وتكون تدابير الرعاية الذاتية هي كل ما يلزم لتخفيف الشعور بالمرض في حالات الإصابة الخفيفة من الفيروس.
ولكن قد يسبب الفيروس التنفسي المخلوي عدوى شديدة لدى بعض الأشخاص، وخاصة من البالغين الأكبر سنا من هم فوق ال 60 عاما، والأشخاص المصابين بأمراض القلب والرئة وضعف الجهاز المناعي.
ويحذر دكتور أشرف أمير من ظهور بعض الأعراض الشديدة للفيروس وذلك عند انتقاله إلى المجرى التنفسي السفلي والذي يسبب التهاب الرئة أو الممرات الهوائية الصغيرة المؤدية للرئة والمعروفة باسم ” القصبات الهوائية” ما يؤدي إلى ظهور أعراض أكثر حدة مثل: الارتفاع الحاد لدرجة حرارة الجسم ” الحمى”، السعال الشديد، صعوبة في التنفس، تغير لون الجلد بسبب نقص الأوكسجين.
يذكر ان البالغين المصابين بضعف جهاز المناعة بسبب أمراض كالسرطان أو بسبب علاجات معينة كالعلاج الكيميائي والبالغين المصابين بأمراض القلب والجهاز التنفسي بالإضافة إلى فئة كبار السن خاصة من هم بعمر 60 سنة فأكثر يعتبروا أكثر الفئات المعرضة لخطر الإصابة بحالة العدوى الحادة وفي هذا الخصوص قد تؤدي الإصابة بحالات العدوى الشديدة بالفيروس إلى التنويم بالمستشفى لعمل اللازم من الفحوصات ومراقبة التنفس وإمداد الجسم بالمحاليل اللازمة لتعويض الجسم عن فقدان السوائل فيه.
كما قد تكون من ضمن المضاعفات الإصابة بالاتهاب الرئوي أو تدهور الحالة الصحية لمرضى الربو او فشل القلب الاحتقاني.
الجدير بالذكر أن الفيروس ينتقل إلى الجسم من خلال إفرازات العينين أو الأنف أو الفم. كما أنه ينتشر بسهولة عبر الهواء من خلال الرذاذ التنفسي الحامل للعدوى. كما يمكن للفيروس أن يعيش لعدة ساعات فوق الأسطح مثل الطاولات والآسرة. ويكون المريض حامل الفيروس قادرا على نقل الفيروس لفترة أسبوع، وقد تمتد لفترة أطول لدى الأشخاص المصابين بضعف المناعة وكبار السن.
ويحذر الأطباء من تكرار العدوى بالفيروس التنفسي المخلوي والتي قد تتكرر خلال نفس الموسم. لكن الأعراض لا تكون بنفس الشدة عادة، وتكون شبيهة بالزكام. لكن يمكن أن تكون الأعراض أكثر خطورة لدى البالغين الأكبر سنًا أو الأشخاص المصابين بمرض القلب أو الرئة المزمن.
وعن كيفية سبل الوقاية من فيروس المخلوي التنفسي ينصح الدكتور أشرف أمير بأخذ اللقاح المناسب الواقي من الإصابة بالفيروس وخاصة لفئة كبار السن لمن هم فوق 60 عاما.
ومن منطلق معاناة البالغين الأكبر سناً من ضعف في المناعة، وخاصةً هؤلاء الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والأمراض التنفسية. قامت إدارة الغذاء والدواء (FDA) باعتماد لقاحات الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) للبالغين بعمر 60 عامًا وأكبر.
ووفقاً لموقع وزارة الصحة السعودية يتم إعطاء جرعة واحدة من لقاح الفيروس التنفسي المخلوي لكل من يبلغ من العمر 60 عاما أو أكبر.
كما أن اللقاح يناسب الذين أصيبوا بالفيروس مسبقًا؛ ليحميهم من الإصابة لاحقًا به، ويمكن أخذ اللقاح في أي وقت بعد التعافي من الفيروس التنفسي المخلوي، لكن يجب الانتظار في حال كان الشخص مصابًا بأي أعراض مرضية أخرى، وانتظار التعافي التام قبل أخذ اللقاح.
يتم إعطاء اللقاح لجميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة، خاصةً الفئات التالية: المصابون بأمراض مزمنة مثل الربو والأمراض القلبية ومرض السكري والمصابون بضعف في جهاز المناعة، سواء بسبب مرض أو بسبب استخدام بعض الأدوية.
وللوقاية الذاتية من الإصابة بالفيروس يجب تجنب مخالطة المصابين بالمرض والمداومة على غسل اليدين والمعقم اليومي وعدم استعمال المستلزمات الشخصية بالأخرين كالأكواب والمناشف، وتجنب التجمعات وخاصة في مواسم انتشار العدوى وأخيرا تغطية الانف والفم أثناء العطس أو السعال لمنع وصول الرذاذ المصاب للأشخاص الأخرين.
*نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع