قال برنامج الأغذية العالمي اليوم الجمعة إن أكثر من نصف الأسر في اليمن لم تتمكن من تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية خلال شهر مارس/آذار الماضي، وحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في جميع أنحاء البلاد وسط تصاعد الصراع ونقص التمويل.
وكشف تحديث أصدره البرنامج حول الأمن الغذائي في اليمن أن الحرمان الغذائي عرف “ارتفاعا حادا على أساس سنوي”، مؤكدا استمرار التدهور وتزايد الصعوبات التي تواجه الأسر في تلبية احتياجاتها الأساسية.
وأفاد البرنامج بأن شهر رمضان ودفع الرواتب الجزئية وفّرا بعض “الراحة المؤقتة للأسر”، لكن التحسن الموسمي الذي لوحظ “كان أضعف مقارنة بالسنوات السابقة”.
كما عد البرنامج التدهور الاقتصادي المطول والنقص الحاد في التمويل الإنساني من العوامل الرئيسية التي أدت إلى الحالة التي يعيشها اليمن.
وأشار إلى أن محدودية سبل العيش والظروف الشبيهة بالجفاف تؤثر “سلبا” على القطاع الزراعي وتسهم في تفاقم الأزمة.
ولم يفوّت البرنامج الفرصة دون الإشارة إلى مسؤولية الغارات الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة والعقوبات التي تفرضها إدارة الرئيس دونالد ترامب عن تعميق الأزمة في اليمن.
وأشار البرنامج إلى أن نصف الأطفال اليمنيين دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية، فيما يواجه ما مجموعه 3.5 ملايين طفل وامرأة خطر سوء التغذية الحاد.
يذكر أن التدهور الحاصل في اليمن يتزامن مع الضغوط الكبيرة التي تواجه المساعدات الإنسانية المقدمة له، إذ لم يتم تمويل سوى 8% فقط من خطة الاستجابة الإنسانية لليمن في عام 2025 حتى الآن.
وشدد البرنامج على أن النازحين اليمنيين يعتمدون بشكل كبير على إستراتيجيات تكيف وصفها بـ”القاسية” لمواجهة الظروف المعيشية الصعبة، بما فيها “الاستغناء عن بعض الوجبات اليومية واللجوء إلى التسول”.