تتواصل الاشتباكات العنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم طولكرم بعد أن وسع الاحتلال عمليته العسكرية شمال الضفة الغربية، في حين أجبرت قوات الاحتلال آلاف العائلات على النزوح من منازلها في جنين وطولكرم.
وكانت هيئة البث العبرية الرسمية أعلنت أمس الاثنين، أن الجيش الإسرائيلي وسّع عمليته العسكرية التي بدأها في جنين شمال الضفة قبل 8 أيام، لتشمل طولكرم ومخيمها، وسط غارات جوية.
وأفادت مصادر فلسطينية للجزيرة أن مقاومين استهدفوا قوات الاحتلال بعبوة متفجرة خلال اقتحامها المستمر لمدينة طولكرم، كما أطلقوا النار باتجاه حاجز “تسناعوز” العسكري غرب طولكرم.
اشتباكات مستمرة بين مجموعات المـ.ـقاومة وقوات الاحتلال في مخيم طولكرم pic.twitter.com/Xbv1gCfZSt
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) January 27, 2025
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تدفع بتعزيزات عسكرية إضافية إلى مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية.
وقالت كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى في بيانات منفصلة إن “مقاتليهم يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال بعد اقتحامها لطولكرم فجر الاثنين”.
وفي وقت سابق الاثنين، نعت كتائب القسام شهيدين من مقاتليها في طولكرم، بالضفة الغربية.
وقالت القسام في بيان، إن القائد إيهاب أبو عطيوي والمجاهد رامز ضميري استشهدا على أرض طولكرم.
في المقابل قال الجيش الإسرائيلي إنه قضى في غارة جوية على قيادي في حركة حماس ورفيقه.
وكشفت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أجبرت عشرات العائلات على إخلاء منازلها خلال اقتحامها لمخيم طولكرم شمال الضفة الغربية.
كما نشرت وسائل إعلام فلسطينية مشاهد تظهر تدمير جرافات الاحتلال الإسرائيلي للشوارع والمنازل في حارة البلاونة بمخيم طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة.
جانب من تدمير جرافات الاحتلال للشوارع والمنازل في حارة البلاونة في مخيم طولكرم pic.twitter.com/fwd1kMHyVU
— وكالة سند للأنباء – Snd News Agency (@Snd_pal) January 27, 2025
حصار جنين
وفي الأثناء، دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلية بالمزيد من قواتها إلى مخيم جنين. وأفادت مصادر محلية أن آليات عسكرية مصحوبة بجرافات كبيرة اقتحمت المخيم انطلاقا من حاجز الجلمة العسكري شمالي المدينة وانتشرت في شوارع المخيم.
وقال شهود عيان إن جيش الاحتلال يحاصر المخيم من كافة جهاته، ويسمع بين حين وآخر أصوات انفجارات واشتباكات مسلحة في المنطقة، كما لا تغادر الطائرات المسيرة سماء المدينة.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال تواصل عمليتها العسكرية “السور الحديدي” لليوم الثامن على التوالي داخل مخيم جنين وتستمر في عمليات الهدم وتفجير المنازل داخل المخيم بعد أن أجبرت آلاف الفلسطينيين على النزوح من المخيم قسرا بفعل العملية العسكرية.
وقال محافظ جنين كمال أبو الرب إن الاحتلال يعمل على تقسيم المخيم إلى 4 أجزاء، عبر تدمير الشوارع وتفجير المنازل وإحراقها.
وبحسب رئيس بلدية جنين محمد جرار فقد أحرقت قوات الاحتلال ما بين 70 إلى 80 منزلا فلسطينيا، ودمرت ما بين 30 إلى 40 منزلا بشكل كلي، إلى جانب مئات المنازل بشكل جزئي خلال عمليتها العسكرية على مدينة جنين ومخيمها.
ويواصل الجيش الإسرائيلي لليوم الثامن، عدوانا على الفلسطينيين وممتلكاتهم في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة، ما أسفر عن استشهاد 16 فلسطينيا بينهم طفلة، وإصابة 50 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
اعتقالات واسعة
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي هذه الليلة مدن نابلس والخليل وبيت لحم ودورا، وشنت عمليات دهم واعتقال في صفوف المواطنين.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت كذلك بلدات قراوة بني زيد وكفر عين شمال رام الله، وفحمة جنوب غرب جنين، وأودلا جنوب نابلس، وعنبتا وكفر اللبد شرق طولكرم، وصوريف والظاهريّة بالخليل، ومخيم قلنديا شمال القدس المحتلة.
مصادر محلية: قوات الاحتلال تقتحم مدينة نابلس من حاجز الطور. pic.twitter.com/5MCLjXQARc
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 28, 2025
بدورها، طالبت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأميركية بـ”وقف العبث الإسرائيلي خاصة مع بدء المرحلة الثانية من الحرب على الضفة الغربية بالعدوان على محافظة طولكرم بعد جنين”.
وحذرت الرئاسة من تداعيات “استمرار الحرب المتواصلة على الشعب الفلسطيني من قبل سلطات الاحتلال التي بدأت بشن المرحلة الثانية من الحرب على الضفة الغربية بالعدوان على محافظة طولكرم، الذي أدى إلى استشهاد مواطنين، وتدمير ممنهج للبنية التحتية وممتلكات المواطنين في المحافظة”.
وبموازاة الإبادة في غزة، وسّع جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر حتى ظهر الاثنين، عن استشهاد 880 فلسطينيا، وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وبين السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، ارتكبت إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت نحو 159 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.