على الرغم من المذاق اللذيذ لرقائق البطاطس والوجبات السريعة والمشروبات الغازية وغيرها من الأطعمة المعالجة بكثافة، فإن مذاقها لذيذ وسهولة تحضيرها تُغري الكثيرين، إلا أنها تثير قلق خبراء التغذية والأطباء على حد سواء. فما المقصود بها؟ ولماذا يُنصح بالابتعاد عنها، حتى لو كانت جزءا من روتينك اليومي؟
ماذا تعني “الأطعمة المعالجة للغاية”؟
عرّف موقع “أبونيت دي” الألماني الأطعمة المعالجة للغاية بأنها تلك التي خضعت لعمليات تصنيع مكثفة بهدف تغيير نكهتها، وقوامها أو مدة صلاحيتها، وغالبا ما تحتوي على:
- نكهات وألوان اصطناعية.
- مواد حافظة ومستحلبات.
- عدد كبير من المكونات الصناعية.
أمثلة على الأطعمة “المعالجة بكثافة”
حدد “أبونيت دي” أبرز أنواع الأطعمة التي تدخل ضمن هذه الفئة، وتشمل:
- المشروبات الغازية والمشروبات السكرية.
- رقائق البطاطس والوجبات الخفيفة المالحة.
- الحلويات، الشوكولاتة، البسكويت التجاري.
- البيتزا المجمدة، المعكرونة سريعة التحضير، والوجبات الجاهزة.
- حبوب الإفطار عالية السكر.
- اللحوم المعالجة وبدائل النقانق النباتية التي تحتوي على إضافات صناعية.
وتُستهلك هذه المنتجات على نطاق واسع يوميا، ما يزيد من التحديات الصحية المرتبطة بها.
توصيات وتحذيرات
ومع تصاعد القلق من الآثار الصحية بعيدة المدى، حثّ خبراء الصحة العامة على:
- الابتعاد عن الأطعمة المعالجة قدر الإمكان.
- الاعتماد على الأغذية الطازجة والمكونات الطبيعية.
- قراءة الملصقات الغذائية للتحقق من محتوى السكر، والدهون، والإضافات.
وتسلط الدراسة الضوء على مسؤولية المستهلك في اختيار نظام غذائي متوازن، وتوجه تحذيرا صريحا من الاعتماد طويل الأمد على منتجات غذائية مصنعة تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية بشكل كبير.

الجانب المظلم: ماذا تقول الأبحاث؟
في الجزء البحثي، أورد “أبونيت.دي” نتائج تحليل ضخم شمل 41 دراسة علمية على أكثر من 8 ملايين بالغ، كشفت عن أرقام مثيرة للقلق:
- تناول 100 غرام فقط يوميا من هذه الأطعمة يرفع خطر ضغط الدم بنسبة 14.5%.
- ويزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب بنسبة 5.9%.
- وأمراض الجهاز الهضمي بنسبة 19.5%.
- كما سُجّل ارتفاع بمعدل الوفاة الإجمالي بنسبة 2.6%.
ولم تتوقف النتائج عند الجانب الجسدي، بل ارتبط الاستهلاك المنتظم لهذه الأطعمة بزيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.

لماذا تمثل الأطعمة المعالجة تهديدا؟
يُفسّر الموقع الألماني التأثيرات السلبية للأطعمة المعالجة بأنها تحتوي غالبا على:
- كميات عالية من الدهون، السكر، والملح.
- كثافة غذائية منخفضة للغاية.
- ندرة أو غياب الألياف، والفيتامينات، والمعادن الأساسية.
ويؤدي هذا الخليط إلى زيادة الوزن (السمنة)، واضطرابات في التمثيل الغذائي للدهون، إلى جانب ضعف حساسية الجسم تجاه الإنسولين، مما يمهد للإصابة بالسكري وأمراض مزمنة أخرى.
وتخلو عادة من المكونات الطبيعية أو الطازجة، مما يجعلها فقيرة غذائيا، وإن كانت مشبعة بالسعرات.
قد تُرضي تلك الوجبات شهيتك سريعا، لكنها تُخفي وراء طعمها اللذيذ أضرارا تراكمية على صحتك الجسدية والنفسية. ما يعني أن الأكل المتوازن والواعي لم يعد ترفا، بل صار ضرورة يومية.