أظهرت دراسة أن نحو نصف الشباب البريطاني وثلث من هم في منتصف العمر في هذا البلد لم يعودوا يشربون الكحول لأسباب صحية، مبرزة أن ازدياد النمو السكاني الإسلامي ودور المؤثرين المناهضين للكحول غيرا علاقة بريطانيا بالخمر.
وحسب استطلاع للرأي شمل عينة تمثيلية تضم أكثر من ألفي شخص فإن 43% من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما و32% من الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و54 عاما توقفوا عن شرب الكحول تماما، في حين يقول أكثر من نصف الفئتين العمريتين إنهم قللوا من استهلاكهم منه.
ووفقا لملخص نشرته صحيفة تايمز البريطانية عن هذه الدراسة فإن كبار السن هم الأكثر رفضا للقبول بشرب كميات أقل من الكحول، حيث لم يقلع عنه ممن تجاوزوا 55 من العمر سوى 2 من كل 5.
ويقول أغلب من لا يشربون أو قللوا من استهلاكهم للكحول إن دافعهم الرئيسي هو الصحة، حيث أفاد كثيرون منهم أن الكحول كان لها تأثير أكبر على صحتهم البدنية والعقلية ونومهم مع تقدمهم في السن، وكانت الرغبة في إنقاص الوزن أحد الدوافع الأساسية لاتخاذ ذلك القرار.
تأثير المسلمين
ومن بين الأسباب التي تجعل الشباب لا يشربون الكحول، وفقا للصحيفة، ارتفاع نسبة المسلمين في هذه الفئة العمرية، حيث يحرم الإسلام شرب الخمر.
ونقلت تايمز عن مكتب الإحصاء الوطني أن 85% من بين 3.9 ملايين شخص في بريطانيا يعتبرون أنفسهم مسلمين، تقل أعمارهم عن 50 عاما، وعلى الرغم من أن هيئة الإحصاء لا تنشر أرقاما عن نسبة المسلمين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما، فإنها تقول إن متوسط أعمار المسلمين في المملكة المتحدة هو 27 عاما مقارنة بـ51 عاما للمسيحيين و40 عاما للسكان إجمالا.
كما لفتت الصحيفة إلى الدور البارز للمؤثرين في إقناع الشباب بالإقلاع عن شرب الكحول، مشيرة إلى أن رواج المشروبات الكحولية في تراجع بالمملكة المتحدة.
ونسبت تايمز لشركة أبحاث السوق مينتل (Mintel) قولها إن مبيعات الكحول انخفضت بنحو 10% من حيث الحجم بين 2019 و2023، وفي الوقت نفسه، تُظهر أحدث الأرقام الصادرة عن هيئة الجمارك أن الإيرادات من ضريبة الكحول في طريقها إلى الانخفاض بنسبة 5% هذا العام، على الرغم من أن المعدلات الأعلى للرسوم على النبيذ قد تكون أيضا عاملا في خفض تحصيل الضرائب.