استعرض برنامج “الشبكة” في حلقة (2025/2/7) خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير سكان قطاع غزة، متناولا في قالب ساخر موقف أهل القطاع، إلى جانب قضايا أخرى تعكس تناقضات المشهدين الإقليمي والدولي.
وفي توقع ساخر لتعاطي الفلسطينيين مع خطة ترامب، فإنهم وافقوا عليها بشرط أن يكون التهجير إلى منازلهم الأصلية في القدس وحيفا وعكا ويافا والرملة وصفد، مع ضرورة إخضاع قادة الجيش الإسرائيلي لاختبارات عقلية قبل تنفيذ أي قرارات عسكرية مستقبلية.
وأشار البرنامج إلى أن الموافقة على هذه الشروط جاءت بعدما أكد ترامب أن خطته تهدف إلى “تحقيق الأمن والسلام”، في مشهد وصفه البرنامج بأنه “إعادة إنتاج لنظرية السلام بالترحيل”.
وفي إطار السخرية من الواقع السياسي الإسرائيلي، تناول البرنامج الجدل الدائر حول قيادة أركان جيش الاحتلال، إذا وافق أحد قادة الجيش على المنصب بشرط إجراء اختبار عقلي لكل من يترشح لموقع قيادي.
وفي الوقت ذاته، أشار البرنامج إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أن “الضغط السياسي الحالي يؤلمه أكثر من البروستاتا التي استأصلها”، في إشارة إلى معاناته المتزايدة داخل حكومته المتخبطة.
جنين وغزة
وفي سياق المفارقات الساخرة، اقترحت السلطة الفلسطينية ضم مدينة جنين بالضفة الغربية إلى قطاع غزة، لتسهيل عمليات الاقتحام الإسرائيلي دون الحاجة إلى تنسيق أمني مسبق.
ونقل البرنامج عن مصدر في السلطة قوله: “لماذا نعقّد الأمور؟ من الأسهل أن نجعل الاحتلال يتحرك بحرية بدلا من الانتظار ليلا ونهارا لإتمام التنسيق الأمني”.
وعلى الجبهة اللبنانية، سخر البرنامج من حالة الشلل السياسي التي يعيشها البلد، إذ أكد مجلس الوزراء اللبناني أنه بانتظار أن يتمكن وزير السعادة من شحن هاتفه المحمول والعثور على اتصال إنترنت ليعلم بأحدث المستجدات.
كما تناول البرنامج قضايا أخرى مثل غياب الحلول لمشاكل اقتصادية مستعصية، وتعليقا على ذلك، استشهد المذيع بمثل لبناني محوّر: “طول عمرك صياد كبير يا جنرال، بس السمك خلص من البحر!”.
كما استعرض البرنامج مشاهد من مسرحيات سياسية تعكس حجم التناقضات في الخطاب الرسمي العربي والدولي، حيث ظهر قادة بارزون وهم يلقون خطبا متناقضة في اليوم نفسه، في حين تساءل البرنامج: “كيف يمكنهم أن يجمعوا بين مسرحية البطولة التفاوضية والكوميديا السوداء في جلسة واحدة؟”.
انتصارات وهمية
وفي إطار سخريته من الإعلام الإسرائيلي، تطرقت الحلقة إلى محاولات الاحتلال ترويج انتصارات وهمية عبر الاستعانة بمؤثرين عرب محسوبين على “الخطاب الصهيوني”.
وعرض البرنامج مقاطع لمحللين إعلاميين يصفون عمليات القصف الإسرائيلية بأنها “إنجازات تاريخية”، في حين يواجه الاحتلال انتقادات داخلية متزايدة بسبب فشله في تحقيق أي تقدم ميداني.
وبينما تحاول إسرائيل الترويج لرؤيتها المستقبلية، أشار البرنامج بسخرية إلى أن نتنياهو يبحث عن لقاء مع قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو (حميدتي) للحصول على دروس في “كيفية تحويل الهزائم إلى انتصارات وهمية”، مما يعكس حجم الأزمة التي تواجهها حكومة الاحتلال في تبرير سياساتها العسكرية أمام جمهورها الداخلي.
واستعرضت الحلقة مشهدا ساخرا حول حالة الإنكار التي يعيشها بعض القادة في المنطقة، حيث تم عرض محاكاة لمؤتمر صحفي يظهر فيه أحد القادة وهو يعلن “الانتصار الساحق” رغم خسارته جميع أوراقه التفاوضية.