عندما تحين المواعيد الكبرى، يتعين ضبطها بـ “الدقيقة والثانية”، هكذا حال السعوديين اليوم، وعشاق المستديرة في العالم، حيث يترقبون بشغف كبير عندما تدنو عقارب الساعة من الـ 06:40 مساء، التي تشهد إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم من خلال اجتماع كونجرس “فيفا”، منح السعودية شرف استضافة كأس العالم 2034 لأول مرة بمشاركة 48 منتخبا.
“فيفا”، يستعد لتأكيد إقامة كأس العالم 2030 في 3 قارات و6 دول في ملف يقوده المغرب، إسبانيا، والبرتغال، ونسخة 2034 في السعودية، حيث أعلن في أكتوبر من العام الماضي عدم وجود منافسين لملفي استضافة البطولتين، كما سيناقش خلال اجتماعه اليوم ميزانيته عن الفترة من 2023 إلى 2026.
وأكد “فيفا” أن عملية تقييم ملف ترشيح السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 تم بموضوعية، نزاهة، وشفافية، خلال الاجتماع أمس، برئاسة السويسري جيانى إنفانتينو ومشاركة ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي، قبل انعقاد مؤتمر “فيفا” الاستثنائي “أون لاين” اليوم عند الـ 5 مساء.
وأضاف “عملية ترشيح ملف السعودية 2034 تمت بنجاح، واستناداً إلى التحليل الوارد في تقارير تقييم الملف خلص المجلس إلى أن الملف تجاوز الحد الأدنى من متطلبات استضافة كأس العالم 2034، وبالتالي فإنه مؤهل تلقائيا لكي تُطرح على كونجرس FIFA الاستثنائي للنظر بشأنها”.
“فيفا”، كشف في يوليو الماضي عن ملف ترشح السعودية 2034 الذي حمل شعار “معا.. ننمو” بعد تسلمه من الوفد السعودي في باريس، حيث حمل استضافة كأس العالم في 5 مدن، هي: الرياض، جدة، الخبر، أبها، ونيوم، التي تحتضن 15 ملعبا متطورا، منها 11 ملعبا جديدا بالكامل، بخلاف 10 مدن داعمة للمدن المضيفة.
خطة الاستضافة، تمتد لتشمل تجهيز ما يزيد على 230 ألف غرفة موزعة على المدن المضيفة والمدن الداعمة لإقامة كبار الشخصيات ووفود الاتحاد الدولي والمنتخبات المشاركة والإعلاميين والجماهير.
كما حملت اقتراح 132 مقرا تدريبيا، في 15 مدينة ستستضيف المنتخبات الـ 48 المشاركة والوفود المرافقة لها، تشمل 72 ملعبا مخصصا للمعسكرات التدريبية، إضافة إلى مقري تدريب مخصصة للحكام، فضلا عن 10 مواقع مختلفة في المدن المضيفة لاستضافة مهرجان المشجعين FIFA Fan Festival.
السعودية، قدمت ملفا فنيا فريدا حصل على أعلى تقييم في تاريخ “فيفا”، بلغ 419.8 من أصل 500، متفوقا على جميع الملفات السابقة، ما يعكس كفاءة البنية التحتية والخطط الطموحة لتقديم بطولة عالمية استثنائية، لذلك لن تمثل استضافة كأس العالم 2034 أكثر من مجرد حدث رياضي بل شهادة على قدرتها على المنافسة عالميا وتعزيز مكانتها كوجهة رياضية عالمي.
تعد هذه الاستضافة نقطة انطلاق نحو تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، خاصة في الجانب الاقتصادي حيث يتوقع أن يدر كأس العالم 2034 عائدات ضخمة على الاقتصاد السعودي من خلال استقطاب ملايين السياح، وزيادة الاستثمارات الأجنبية في قطاع السياحة والبنية التحتية كما سيعزز الإنفاق المحلي عبر قطاعات متعددة مثل النقل، الإقامة، والخدمات الترفيهية، ما يسهم في تنويع مصادر الدخل.
السعودية، أظهرت التزامها ببناء إرث مستدام من خلال تطوير المنشآت الرياضية وفق أعلى المعايير الدولية حيث ستعمل الاستضافة على تسريع مشاريع البنية التحتية مثل شبكة النقل الذكية، وتحفيز الابتكار في الخدمات الرقمية لتوفير تجربة استثنائية للمشاركين والجماهير، كما تهدف إلى ترك إرث اقتصادي واجتماعي طويل الأمد من خلال تعزيز المشاركة المجتمعية وتوفير فرص العمل.
ركز الملف السعودي على استخدام تقنيات حديثة لتحقيق تجربة جماهيرية مميزة بدمج التقنية مع الفعاليات الرياضية من خلال تطبيقات رقمية مبتكرة لإدارة التذاكر، النقل، وتوفير تجارب افتراضية للجماهير هذا النهج يعزز مكانة السعودية كمركز عالمي للابتكار التكنولوجي في تنظيم الفعاليات الرياضية.