في الوقت الذي يظهر فيه مؤشر سوق الأسهم السعودية الرئيسية “تاسي” نمطا سلوكيا مكررا في تداولاته وتحركاته السعرية، يعكس حالة الترقب وضعف الزخم، يبدو هذا الأسبوع مهيئا أكثر لبدء كسر هذه الدورة السعرية مع تطورات المحادثات التجارية بين أمريكا وشركائها، وعلى رأسهم الصين، إضافة إلى زيادة إعلانات نتائج الشركات الكبرى.
دورة سعرية تمتد لأسبوعين
يشير تحليل الأداء منذ منتصف مارس الماضي إلى سلوك تداول متقلب يتغير كل أسبوعين تقريبا، كانت محصلته تراجعا بنحو 3% ، نتيجة الضغوط البيعية الحادة التي بدأت في مطلع أبريل بفعل اضطرابات التجارة العالمية.
هذا السلوك المتقلب والذي يجعل السوق تعيد تحركاتها كل أسبوعين يظهر حالة الترقب لدى المتعاملين، ما يجعل السوق أقل استعدادا لاتخاذ مسار واضح، وأنهى مؤشر تاسي تداولات الأسبوع الماضي على انخفاض بنحو 1.6% لتغلق عند 11364 نقطة.
نمو أرباح الشركات وكثافة الإفصاحات
في جانب تأثير النتائج المالية، أظهرت البيانات المجمعة لـ110 شركات مدرجة أرباحا فصلية بلغت نحو 36 مليار ريال، محققة نموا سنويا قدره 14%، رغم تسجيل 14 شركة لخسائر، ومن المنتظر أن تشهد السوق موجة إفصاحات مرتفعة في الأسبوع المقبل مع اقتراب انتهاء مهلة الإفصاح النظامية يوم الخميس.
توافق مع التقديرات السابقة
الأداء الأسبوعي جاء متماشيا مع تحليل صحيفة “الاقتصادية” السابق، الذي أشار إلى أن السوق “تميل أكثر للتراجع، خاصة في ظل عدم تجاوزها متوسطات الأداء”، ورغم التراجعات، أظهرت السوق نوعا من التماسك في نهاية الأسبوع، بدعم من عودة جزئية للنشاط الشرائي نتيجة تفاعل المستثمرين مع عوامل خارجية إيجابية بدأت في الظهور، وهو ما ساهم في تقليص الخسائر الأسبوعية.
إشارات إيجابية من محادثات التجارة
المعطيات بدأت تميل نحو الإيجابية، خصوصا في ظل تطورات المشهد التجاري العالمي، فقد تم الإعلان عن اتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة وبريطانيا، بالتزامن مع استمرار المحادثات بين واشنطن وبكين.
وفي هذا السياق، صرحت الصين بأن “التواصل في سويسرا يعد خطوة مهمة نحو إيجاد حل للمسألة”، بينما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب: “علينا أن نبرم صفقة عظيمة لأمريكا. أعتقد أننا سنصل إلى اتفاق عادل للطرفين”.
اللافت في تصريحات ترمب هو غياب لهجة “أمريكا أولا” التي هيمنت على خطابه سابقا، ما يبرز استعدادا أكبر لتقديم تنازلات متبادلة قد تفضي إلى اتفاق يعيد التوازن للأسواق العالمية.
أداء القطاعات والأسهم
سجلت 3 قطاعات فقط ارتفاعا خلال الأسبوع مقابل تراجع بقية القطاعات، بينما استقر أداء قطاع “الأدوية”. وتصدر قطاع “الاتصالات” قائمة الخاسرين 4.9%، في حين قاد قطاع “المنتجات المنزلية والشخصية” المكاسب 5%.
أما على مستوى الشركات، فقد ارتفعت أسهم 196 شركة من مكونات “تاسي”، مقابل تراجع بقية المكونات واستقرار 8 أسهم دون تغيير. وتصدرت “سينومي ريتيل” قائمة الأسهم المرتفعة بصعود بلغ 20%، فيما جاءت “الوطنية” في صدارة المتراجعة بخسارة 12%.