يعتبر الحديث المرسل هو كل انقطاع في الحديث من أي وجه؛ حيث يشمل الحديث المرسل المنقطع وأي حديث لم يتصل سنده، والمعضل، ومن أشهر المصنفات في الحديث المرسل كتاب المراسيل لأبي داود، كتاب المراسيل لابن أبي حاتم، وكتاب جامع التحصيل لأحكام المراسيل للعلائي.
الحديث المرسل
يمكن تعريف الحديث المرسل بأنه الأحاديث التي رفعها التابعين (سواء كان من كبار أو صغار التابعين) إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، دون معرفة المصدر الذي أخذ التابعي الحديث منه قد يكون من صحابي، أو تابعي، أو عن ثقة أو غير ثقة.
وذلك مثل ما أخرجه مسلم في صحيحه، وقال: “حدثني محمد بن رافع، ثنا حُجَيْن، ثنا الليث عن عُقَيْل، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المُسيَّب، أنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – نهى عن بيع المزابنة”
حكم الحديث المرسل
الحديث المرسل حديث ضعيف ولا يُقبل، ويوجد للفقهاء والمحدثين اتجاهين في قبول الحديث المرسل، وذلك على النحو الآتي:
- الحديث المرسل ضعيف: الرأي الأول للفقهاء ينص على أن الحديث المرسل ضعيف ولا يحتج به؛ لأن سند الحديث منقطع وغير متصل، كما أنه لا يوجد تواتر في رواة الحديث، وقد يسقط منهم حلقة أو أكثر لعدم التزامن، أو انقطاع الصلة بينهم.
- العمل به بشروط: حسب الإمام الشافعي يمكن العمل بالحديث المرسل ولكن بشرط أن يكون الراوي من كبار التابعين، وأن يكون للمرسل شاهد يعضده، وأن لا يكون المرسِل سمى في روايته أي مجهول أو مردود الرواية، وأن يكون أهل العلم أفتوا مثل ما أرسل.
علمًا أنه عند أبي حنيفة، وأحمد، ومالك، وبعض علماء المسلمين الآخرين يعتبر الحديث المرسل صحيح ويمكن العمل به على أن يكون المرسل ثقة.
أمثلة على الحديث المرسل
من الأمثلة على الحديث المرسل:
- روى مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
“أنَّ شدَّةَ الحرِّ من فيحِ جَهَنَّمَ فإذا اشتدَّ الحرَّ فأبرِدوا عنِ الصَّلاةِ” [رواه ابن الملقن]، وعطاء يعرف بأنه من التابعين.
- روى يحيى عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
” من أَكَلَ من هذِهِ الشَّجرةِ، فلا يقرَبْ مساجدَنا، يؤذينا بِريحِ الثُّومِ” [رواه ابن عبد البر] وسعيد بن المسيب يعتبر من التابعين.
- روى أبو داود حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، حدثنا كثير بن هشام، عن عمر بن سليم الباهلي، عن الحسن البصري، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“حصِّنوا أموالَكم بالزَّكاةِ وداووا مرضاكم بالصَّدقةِ واستقبلوا أمواجَ البلاءِ بالدُّعاءِ والتَّضرُّعِ” [رواه أبو داود] في هذا الحديث سقط الصحابي، وكان الإسناد من الحسن البصري للرسول.