مع قرب يوم التأسيس.. قصر الدرعية ينهي الخلافات الروسية الأمريكية
دعونا نتفق في البداية على أن العالم تغيرت فيه موازين القوى ولم تعُد تلك الدول العظمى.. “عظمى”..!
اليوم ونحن في نهاية الثلث الأول من القرن الحادي والعشرين، نرى ما يحصل في العالم من تغيرات كبيرة، خاصةً مع عودة روسيا الاتحادية للهيمنة الإقليمية على شرق أوروبا كدولة كبرى من جديد، ونديتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، في مؤشر لانتهاء الهيمنة الأحادية، ولو نظرنا للحرب الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا وحلف الناتو بقيادة أميركا ودعمه للأخيرة، وما نتج عنها من تداعيات أثرت على العالم خصوصا في مجالات الطاقة وسلاسل الإمداد، وبالتالي تأثر الاقتصاد العالمي، حيث تُعدُّ روسيا لاعبا قويا في أسواق الطاقة العالمية، كواحدة من أكبر ثلاثة منتجين للنفط في العالم ما جعل الأسواق تتأثر بشكل أو بآخر ما دعا أوبك بلس بقيادة السعودية لاستخدام عدة قرارات ومنها الخفض الطوعي للحفاظ على الأسعار لدعم الدول ذات الاحتياج والحدّ من تأثرها.
بروز السعودية في مواقفها السياسية والدبلوماسية المتزنة تجاه الأزمات العالمية والإقليمية جعلها محل ثقة مُجمع عليها عالمياً لا سيما لدى الزعيمين لأكبر دولتين روسيا وأميركا، وما نتج عنه من التقاء وزيري خارجية الدولتين في عاصمة القرار العالمي الرياض، حيث نجحت السعودية في إنهاء خلاف يمتد لما قبل 2014م بين موسكو وواشنطن، زادت وتيرته مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية الأخيرة، ثم ينتهي في مباحثات احتضنتها الرياض.
لقد أثبتت الدبلوماسية السعودية قدرتها وقوتها في حل العديد من الأزمات، ومنها أزمة الفراغ السياسي اللبناني، والنهوض بالدولة السورية بقيادتها الجديدة والضغط الدبلوماسي الدولي للاعتراف بها، والسعي لرفع العقوبات الدولية المفروضة عليها، والعديد من المباحثات التي رعتها السعودية وآخرها مباحثات الدرعية التي تمخضت عن حل الخلاف بين أكبر دولتين في العالم، وبدء التمثيل الدبلوماسي، وتبادل السفراء بين روسيا وأميركا، وكذلك أسفرت هذه المباحثات عن خارطة طريق لحل ووقف الحرب بين موسكو وكييف، بحضور سعودي رفيع المستوى.
نعم كان هناك سابقاً قطبين كبيرين في العالم، واليوم وبعد عملٍ دبلوماسي سياسي دؤوب؛ أصبحت السعودية قوة دولية كبيرة لديها القدرة على موازنة القوى الإقليمية والعالمية في ظل يشهده العالم من تطورات متسارعة، وتحالفات جديدة، أعتقد أنها بوابة لدخول المنطقة لتكون كما قال ووعد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان “شرق أوسط جديد” يكون وجهة اقتصادية عالمية عاصمته الرياض بما تملكه من ثقل استراتيجي واقتصادي وسياسي كبير.
اليوم وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبرؤية وتخطيط ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان آل سعود.. الدرعية عاصمة الدولة السعودية، والتي تأسست عام 1727م، تنجح في حل الأزمة الروسية الأميركية.