محمد بن فهد أطلق مبادرات إنسانية واجتماعية وداعم العلم التعليم
رحل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، الذي لطالما أثرى بعمله وجهوده، مسيرة التنمية والبناء في المملكة، مُحققاً خلال مناصب عدة، تولاها ـ يرحمه الله ـ إنجازات نوعية، أثبتت أنه أمير بدرجة إنسان، فضلاً عن كونه رجل دولة، يتمتع بالحكمة، ورجاحة العقل، والخبرات المتراكمة، التي أهلته أن يكون أحد الرجال الذين ساهموا في بناء الوطن، ونهضة المواطن، فضلاً عن جهوده ـ يرحمه الله ـ في تعزيز العمل الإنساني، ومساعدة الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى، ليس في المملكة فحسب، وإنما على مستوى العالم العربي، وذلك من خلال مؤسسة الأمير محمد للتنمية الإنسانية، التي تولى فيها منصب المؤسس، ورئيس مجلس الأمناء، ويُحسب للمؤسسة أنها تبنت مبادرات نوعية، تشهد على إنسانية سموه المفرطة، ورغبته الجادة في تقديم يد العون والمساعدة، لأصحاب الحالات الإنسانية الصعبة، الذين لطالما دعوا له الله بأن يجعل كل ما يبذله لهم، في ميزان حسناته. وبجانب هذا وذاك، دعم سموه مسيرة التعليم الجامعي في الشرقية والمملكة، من خلال جامعة الأمير محمد بن فهد، التي حققت إنجازات تعليمية وأكاديمية، أشاد بها المتخصصون.
وأعلن الديوان الملكي (الثلاثاء)، وفاة الأمير محمد بن فهد، وأشار في بيان له، إلى الصلاة عليه ـ رحمه الله ـ في جامع الإمام تركي بن عبدالله بمدينة الرياض.
وللأمير الراحل، سجل حافل من النجاحات، يتوجها صماته الحضارية، التي تظل خالدة في تاريخ المنطقة الشرقية، التي تولى إمارتها في الثالث من مارس 1985 ولمدة تصل إلى 28 عاماً، وضع خلالها رؤية استشرافية مستقبلية لتنمية المنطقة، وبناء الإنسان.
والأمير محمد بن فهد هو الابن الثاني من أبناء الملك فهد بن عبد العزيز، وهو وجه من أبرز وجوه الجيل الثاني من الأسرة المالكة، ولد في مدينة الرياض، ونهل من مدرسة والده الملك فهد بن عبد العزيز، التي هي امتداد لمدرسة المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، فاكتسب من الصفات والقدرات، ما أهّله لتحمل المسؤولية عند أعلى مستوياتها.
معهد العاصمة
تلقى الأمير الراحل تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في معهد العاصمة النموذجي بالرياض، وهو المعهد الذي أسسه الملك عبد العزيز في العام 1360هـ/1941م لتعليم أبنائه القرآن الكريم والفقة والتوحيد والحساب واللغة العربية وآدابها، وانتدبت لتلك المهمة نخبة من العلماء وصفوة المعلمين.
بعد ذلك، التحق الأمير محمد بجامعة كاليفورنيا – سانتا باربرا – وحصل على درجة بكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية، وكان لتعليمه في أمريكا في تلك الفترة، أهمية خاصة، إذ أضاف إلى حصيلته العلمية معرفة تامة بخصائص العالم الغربي، فكان لذلك انعكاس إيجابي على ممارسته العملية، سواء أثناء فترة عمله بالقطاع الخاص، أو عندما تولي مهامه بالعمل الحكومي. كان أول منصب حكومي يتقلده، هو منصب مساعد نائب وزير الداخلية، وعمل في هذا المنصب حتى العام 1985، قبل أن يتولى إمارة الشرقية.
القضايا الإنسانية
وللأمير محمد بن فهد اهتمامات بالعديد من القضايا الإنسانية والاجتماعية، حيث أطلق ـ رحمه الله ـ المبادرات والبرامج المتنوعة لخدمة مختلف شرائح المجتمع، والإسهام في قضايا التنمية الإنسانية داخل وخارج المملكة، من خلال تبني مؤسسته للتنمية الإنسانية، الكثير من المشاريع والبرامج التي تهتم بفئات محددة في المجتمع.
وقال سموه عن المؤسسة: “أنشئت لتحقق أهدافًا انسانية على المستوى المحلي والعالمي، وتتمثل هذه الأهداف في إيجاد حلول إبداعية للتحديات التي تواجه المجتمعات وإطلاق البرامج والمبادرات طبقًا لأحدث الممارسات “
وبدعم من سموه ـ رحمه الله ـ واصلت المؤسسة تحقيق عدد من الإنجازات، وابتكار البرامج والمشاريع التي تعزز أهدافها العامة، في خدمة فئات بعينها، من خلال آليات عمل دقيقة، تدفع إلى النهوض بالعمل الإنساني والخيري على مستوى المملكة والعالم.
ويظل ما قدمته المؤسسة في النصف الأول من العام الماضي (2024)، امتدادًا لسلسلة إنجازات أكبر، قدمتها في السنوات الماضية، بمتابعة دؤوبة من الأمير محمد بن فهد، الذي يشدد على تطوير العمل بالمؤسسة، وأهمية مواكبته للمستجدات العالمية.
ذوو الاحتياجات
ويُحسب للأمير محمد بن فهد، أنه وجه مؤسسته للتنمية الإنسانية، بالاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، الأمر الذي دفع “مركز رؤيا” لذوي الإعاقة البصرية، التابع للمؤسسة، خلال الثلاث سنوات الماضية، إلى ابتكار مجموعة من البرامج والدورات التدريبية الموجهة لمستفيدي ومستفيدات المؤسسة من ذوي الإعاقة البصرية لتأهيلهم وتدريبهم ودعمهم بالخبرات والمهارات اللازمة، لتمكنهم من الانخراط في الحياة العامة، ليصبحوا أعضاء نافعين لأنفسهم ومجتمعهم.
وتهدف الدورات التدريبية إلى مساعدة ذوي الاحتياجات، إلى إظهار قدراتهم ومواهبهم، واكتساب المهارات اللازمة لمواجهة التحديات، وتوفير مهارات معززة لديهم، تساعدهم في إدارة أمور حياتهم، تبدأ من النواحي الشخصية وتنتهي بأمورهم الدراسية والعملية.
وبلغت عدد الدورات المقدمة 131 دورة، استفاد منها 1593 متدرباً من ذوي الإعاقة البصرية، و 160 ورشة عمل استفاد منها 725 من ذوي الإعاقة البصرية، تمثلت في لغة برايل، أساسيات الحاسب الآلي، دورة في الأمن السيبراني، مهارات اللغة الإنجليزية، صناعة سخانات الشاي، صناعة أكواب الفخار، تعلم حياكة خيط ولوح، الفني الكفيف، كرة الهدف، النحات الصغير، كرة الجرس، إضافةً إلى برنامج “اسألني” يجيب فيه المعلم على أي استفسار للكفيفين، ودورة صناعة العطور ودورة أساسيات الطبخ والعناية الشخصية في إطار تأهيل المرأة الكفيفة.
العمل الإنساني
وتحت إشرافه ـ يرحمه الله ـ تعمل مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، إلى إيجاد حلول عملية، والارتقاء بالعمل الإنساني على مستوى الوطن العربي، وتسعى برامجها على صياغة مشاريع تنموية، تستهدف فهم طبيعة هذه المشاكل، ووضع الحلول المناسبة لها، وتطبيقها على المجتمعات المستهدفة؛ من أجل إيجاد أفضل السبل لمواجهة هذه المشكلات.
ومن أبرز إنجازات المؤسسة، تدشين قاعة “بسمة حياة” الترفيهية للأطفال مرضى السرطان، في قسم الأورام بمستشفى الأطفال بمدينة الملك سعود الطبية بمنطقة الرياض، وجاء التدشين في إطار اهتمام المؤسسة بتقديم المساعدة الإنسانية للأطفال المرضى، وتأكيد التزامها بدعمهم والتخفيف من آلامهم ورسم الابتسامة على وجوههم.
مركز رؤيا
بتوجيهات من سموه -رحمه الله-، نفّذ مركز رؤيا لذوي الإعاقة البصرية، التابع للمؤسسة، مجموعة من البرامج والدورات التدريبية الموجهة لمستفيدي ومستفيدات المؤسسة من ذوي الإعاقة البصرية؛ لتأهيلهم وتدريبهم ودعمهم بالخبرات والمهارات اللازمة؛ لتمكنهم من الانخراط في الحياة العامة ليصبحوا أعضاء نافعين لأنفسهم ومجتمعهم. من خلال دورات تدريبية عدة، إضافة إلى برنامج “اسألني” الذي يجيب فيه المعلم على أي استفسار للمكفوفين، ودورة صناعة العطور، ودورة أساسيات الطبخ والعناية الشخصية في إطار تأهيل المرأة الكفيفة ومشاركة منسوبي ومنسوبات المركز في عدد من المعارض التي تقام بين الحين والآخر وعرض منتجاتهم وأعمالهم الحرفية بدعم من المؤسسة.
التأهيل الشامل
وتراعي مبادرات مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، توفير دعم بعض فئات المجتمع؛ حيث قامت بالتعاون مع مركز التأهيل الشامل للإناث في الدمام، بتقديم دورة أساسيات الحاسب الآلي للكفيفات، لمدة ستة أشهر. وشهدت الدورة تدريب الفتيات على تعلم المهارات الأساسية في استخدام نظام تشغيل الحاسب الآلي، وضبط إعدادات نظام التشغيل الرئيسية، والتعرف على برامج الأوفيس وطرق استخدامها، والطريقة الصحيحة للكتابة على لوحة المفاتيح، إضافة إلى تعليم مبادئ قارئ الشاشة NVDA للمكفوفين، والعمل بفعالية على سطح المكتب للحاسب، وكتابة النصوص باستخدام برنامج الوورد وتطبيق ذلك عمليًّا؛ الأمر الذي يفتح أمامهن فرص التوظيف في بعض المؤسسات الحكومية والخاصة.
وأقامت المؤسسة، بالتعاون مع جمعية “نقطة تحول”، دورة أساسيات الحاسب الآلي، في مقر المؤسسة في الدمام، هدفت إلى تعليم المهارات الأساسية في استخدام نظام تشغيل الحاسب الآلي، وأساسيات الأعمال المكتبية، بالإضافة إلى تعليم الفئات المستهدفة، المهارات الأساسية لاستخدام الإنترنت، والتعريف بالطريقة الصحيحة لتشغيل الحاسب وخيارات الإيقاف والمفاهيم الأساسية والملحقات المتعلقة بالحاسب الآلي.
مرضى السرطان
ولطالما ساهم الأمير محمد بن فهد -رحمه الله- في دعم الأطفال المرضى بالسرطان، ومن صور ذلك، قيام مؤسسة سموه للتنمية الإنسانية، بالمعايدة على الأطفال المصابين بالمرض في عيد الأضحى الماضي، بالتعاون مع مدينة الملك سعود الطبية، عبر برنامج “بسمة حياة”. وشهد الحفل، الذي أقيم بقاعة “بسمة حياة” في مدينة الملك سعود الطبية، حضور عدد من الأطفال المرضى وذويهم، وحرصت المؤسسة على توزيع الهدايا والعيديات على الأطفال؛ بهدف رسم البسمة على شفاه الصغار. وجاء حفل المعايدة لتعزيز فرحة المصابين بالسرطان؛ حيث قدمت الهدايا والفقرات المنوعة التي أسعدت بها الأطفال للتخفيف من الآثار التي يعانونها.
كما نظّم البرنامج ذاته ورشة عمل للأطفال المصابين بالسرطان بعنوان “كيف أصنع لأمي هدية” تزامنًا مع اليوم العالمي للأم، بقاعة بسمة حياة بمدينة الملك سعود الطبية بالرياض، وشهدت الورشة جلسة حوارية حفزت فيها الأمهات أطفالهم على مقاومة المرض.
تحسين المساكن
كما قامت مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، بتحسين 284 مسكناً للأسر المحتاجة، بعدد من مناطق المملكة، وذلك ضمن برنامج “الرعاية الشاملة للأسر الأكثر احتياجًا”، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة. ووقع الاختيار على الأسر المحتاجة، خاصة التي تعاني ظروفاً اجتماعية صعبة، تحت مظلة برنامج “الرعاية الشاملة للأسر الأكثر احتياجاً”.
الأعمال الإنسانية
وحرص مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، على تعزيز تعاونه مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، إذ وقعا مذكرة تفاهم مشتركة، تستهدف تعزيز التعاون بينهما فيما يتعلق بالجوانب الإنسانية، وبناء شراكة استراتيجية، تعود بالنفع على الجهتين. تهدف المذكرة، التي تعتبر من آخر أعمال الأمير الراحل، إلى التنسيق والتعاون بين الجهتين، من أجل القيام بالأدوار المنوطة بكل طرف والتنسيق المباشر بين الجهتين بشكل دوري ومنتظم، والتعاون والتكامل فيما بينهما، بما يخدم المصلحة العامة، وضمن مجالات وتخصصات كل طرف، مع وضع إطار عمل في سبيل تحقيق ذلك.
دور الملاحظة
وجه الأمير الراحل بإنشاء حاضنة مخرجات السجون ودور الملاحظة، يتخرج منها كل عام العديد من نزلاء السجون ودور الملاحظة بعد قضاء فترة محكوميتاهم وكذلك نزلاء مستشفى الأمل بعد تماثلهم للشفاء والتخلص من إدمان المخدرات، وعادة ما تجد هذه المخرجات صعوبة بالغة في الانخراط في المجتمع وبدء حياة جديدة إيجابية ومنتجة. ومن هنا كان اهتمام مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية بهذه الفئة من المجتمع وتقديم المساعدة لدمجها في المجتمع وتمكينها من استغلال قدراتها في تحقيق طموحاتها وميولها ورغباتها. وجاء إنشاء حاضنة مخرجات السجون ودور الملاحظة ومستشفى الأمل لتكون القناة التي يتم عبرها تقديم كل المساعدات الممكنة. ومن أهم المساعدات التي تقدمها حاضنة التدريب والتوظيف كذلك المساعدة في بدء وتشغيل مشاريع صغيرة للراغبين عن طريق مساعدتهم في الحصول على الدعم المادي وتقديم المشورة الإدارية والفنية لهم لتجنب تعثر المشروع حتى يكتب له النجاح والنمو المضطرد.
جامعة الأمير
وخلال سنوات قليلة، من تأسيس جامعة الأمير محمد بن فهد، حققت الكثير من الإنجازات على أرض الواقع، سواء في جودة التعليم، أو كفاءة الخريجين، الأمر الذي جعل الجامعة تحقق إنجازاً أكاديمياً جديداً، بدخولها قائمة أفضل 251-300 جامعة على مستوى العالم من بين 2857 جامعة، وفقاً لتصنيف “تايمز” العالمي لعام 2025. كما حصلت على المرتبة الثانية بين الجامعات السعودية. ويعكس هذا التقدم جهود الجامعة في استقطاب الكفاءات الأكاديمية المتميزة، وتوسيع شراكاتها العالمية مع مؤسسات تعليمية مرموقة، إضافة إلى التميز في البحث العلمي والابتكار.
تنمية المرأة
ولم ينس الأمير محمد بن فهد المرأة، فأطلق سموه العديد من المبادرات لتعزيز دورها وتمكينها من القيام بواجباتها بأفضل ما يمكن من الأساليب، لتحقيق طموحاتها وخدمة أسرتها ومجتمعها، وكان لمؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، العديد من الإنجازات في مجال تنمية المرأة، وبرنامج مهارة لتأهيل الفتيات، الذي يهدف إلى إكساب الفتيات مهارات الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية لتمكينهن من الوظائف المتاحة في مجالات تقنية المعلومات بسوق العمل.
جوائز وتنمية
أطلق الأمير محمد بن فهد العديد من الجوائز لدعم الإبداع والتميّز في مختلف المجالات، وتشتمل على جائزة الأمير محمد بن فهد لخدمة أعمال البر، التي تهدف إلى زيادة الدافعية لدعم الأعمال الخيرية، وتشجيع أعمال البر، وكذلك الدراسات المتعلقة بها من المنطقة الشرقية. وجائزة الأمير محمد بن فهد لأفضل أداء خيري في الوطن العربي، تتبناها مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، والجائزة جاءت بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية، وتهدف إلى توفير الفرص للجمعيات الخيرية والإنسانية في العالم العربي للوصول لأفضل أداء وتأصيل ثقافة التميز في هذه المؤسسات والجمعيات. كما تسعى الجائزة إلى العمل على ارتقاء بمستوى المؤسسات الخيرية في العالم العربي في سعيها لتحقيق التميز في الأداء المؤسسي، واعتماد أفضل الممارسات الإبداعية، بما يخدم التطور المستمر للخدمات الإنسانية المقدمة للمستفيدين من خلال تشجيع التنافس، وتكريم المؤسسات المعتمدة استناداً على معايير مبنية على أسس علمية.
وهناك جائزة الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز للأداء الحكومي المتميّز، وتهدف إلى تحقيق خدمات أفضل للمستفيدين من قبل المنظمات الحكومية في المنطقة الشرقية من خلال القيادة الفعالة المبدعة والتي تعتمد على التخطيط المسبق لتحقيق أهدافها، وتسعى لتنمية مواردها وتطوير عملياتها، والتسهيل من إجراءاتها التنفيذية وتعمل على توظيف تقنية المعلومات لتصل إلى أداء متميز، وكذلك جائزة الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز للتفوق العلمي، بهدف تشجيع وتحفيز الطلبة والطالبات على التفوق العلمي والتميز الدراسي وتعميق القيم الفاضلة في نفوس النشأ واستثارة همم الطلاب والطالبات للتنافس الشريف.
وجائزة جامعة الأمير محمد بن فهد لأفضل عمل متميز في اليوم الوطني، وجاءت انطلاقاً من رسالة الجامعة في خدمة المجتمع وتقديراً لأهمية اليوم الوطني السعودي ومكانته في نفوس المواطنين والمقيمين على حد سواء وتكريماً للمتميزين والمبدعين في تقديم الأعمال التي تعبر عن سمتي الولاء والانتماء للوطن.
تنمية الشباب
ومن بين البرامج التي وجه بها الأمير الراحل، برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب، الذي حصل على جائزة دبي ـ الأمم المتحدة العالمية لأفضل الممارسات في تحسين الظروف المعيشية في العام 2002م، وكذلك جائزة الشارقة للعمل التطوعي في العام 2007م، ولتوفير مظلة إدارية لكافة هذه البرامج والمبادرات، أسس الأمير الراحل مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، كما أطلق فكرة إنشاء جامعة خاصة بمواصفات عالمية في المنطقة الشرقية، مقدماً لها كل الدعم والإشراف والتوجيه حتى أصبحت حقيقة على أرض الواقع. وتم إطلاق اسم سموه على الجامعة عرفاناً من أهالي المنطقة الشرقية بذلك.
تكريم الكويت على مواقفه الشجاعة
فيما يستذكر الكويتيون مواقفه البطولية أثناء الغزو العراقي الغاشم، ولا يمكن لكويتي ذاق مرارة الاحتلال أن ينسى الدور المُشرّف الذي قام به صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد -رحمه الله- حين جنّد نفسه لتقديم كل مساعدة ممكنة إلى الأسر الكويتية طوال تلك الأيام السوداء، فقد كان له، كما لكل أبطال المملكة، الفضل في التخفيف عن الكويت وأهلها ذلك الكم الهائل من الشعور بالمرارة أيام الغزو العراقي الغاشم.
ولمواقفه البطولية الخالدة في ذاكرتنا كرمته الكويت في 30 نوفمبر 1993 عندما قلده صاحب السمو أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد، -طيب الله ثراه-، بـ «وسام الكويت ذو الوشاح من الدرجة الممتازة».