في أحد شوارع هافانا التي تحفّها الأشجار، يضرب رجل نفسه بمطرقة كبيرة على الرسغ والمرفق والساعد، ما جذب اهتمام المارة الذين تجمهروا لالتقاط مقاطع مرئية للعرض الخطير الذي يقدّمه.
لكن الصادم هو أنه لا يتعرّض لأي إصابات.
وقال الرجل الحديدي الكوبي لينو توماسين، إنه كان يتطلّع لأن يصبح مايك تايسون الجديد، إذ تدرّب ساعيًا كي يصبح ملاكمًا محترفًا، من خلال التعرّض لملايين الضربات بالمطرقة، قبل أن ينتقل إلى مكسيكو سيتي للمشاركة في نزالات.
وقال توماسين في مقابلة مع “رويترز” في هافانا “فزت في 27 نزالًا بالضربة القاضية، لكنني اعتزلت بعدما كسرت جمجمة المنافس في آخر نزال، وتُوفي على الفور”.
وأضاف “لقد منحت أسرته كل الأموال التي جنيتها من النزالات”، وهو المبلغ الذي قدّره بأكثر من 100 ألف دولار، وتابع “تعهدت ألا أشارك في نزالات مجددًا”.
ومنذ ابتعاده عن الأضواء، بات توماسين يكسب قوت يومه من الإكراميات التي يحصل عليها، بعد عروضه المرتجلة التي يقدمها في العاصمة هافانا وما حولها.
وفي صباح يوم صيفي حار ورطب بَهَر الرجل الحديدي -البالغ عمره 32 عامًا- الجمهور بأداء تمارين سواعد، مرتكزًا على رسغيه المثنيين، وهو يحمل على ظهره رجلًا بالغًا قبل أن يعود ليضرب نفسه بالمطرقة.
وقال إدوارد كاربونيل الذي شاهد عرض توماسين، مبهورًا “كله حقيقي، لا شيء مزيف. أدّى تمارين السواعد وأنا على ظهره”.
وقال توماسين إنه سعيد كونه مصدر إلهام لمن يرغب في كسر الحواجز، وإنه لا يندم على اعتزال الملاكمة.
وأضاف “عرضوا عليّ ملايين الدولارات لأعود للنزالات لأنهم يعرفون إمكاناتي، ودائمًا ما رفضت. أريد أن يتذكرني الناس بأنني الشخص الذي تجاوز حدود الممكن”.