ذكرت وكالة بلومبيرغ في تقرير حديث لها أن البلدان التي تظهر انفتاحا أكبر تجاه دخول شركات السيارات الصينية تسجل معدلات أعلى بكثير في تبنّي السيارات الكهربائية مقارنة بنظيراتها التي تفرض قيودا جمركية صارمة.
وأشار التقرير -الذي أعده كولين ماكراكر من وحدة أبحاث الطاقة في بلومبيرغ- إلى أن السيارات الكهربائية تجاوزت نسبة 50% من المبيعات في السوق الصينية، مع تسارع ملحوظ في توجه الشركات المصنعة نحو الأسواق الدولية، مما غيّر معادلة التبنّي العالمي للسيارات الكهربائية.
طفرة في المبيعات بدول منفتحة
وسجلت البرازيل قفزة هائلة في مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة تفوق 500% بين عامي 2022 و2024، في حين ارتفعت النسبة في تايلند بـ279%، وفي أستراليا بـ145%.
وأصبحت المملكة المتحدة الآن السوق الأوروبية الكبرى ذات أعلى نسبة اختراق للسيارات الكهربائية رغم نموها المتواضع نسبيا.
ولفت التقرير إلى أن القاسم المشترك بين هذه الأسواق هو الترحيب بالعلامات التجارية الصينية، ففي تايلند -على سبيل المثال- شكلت السيارات الكهربائية 12% من إجمالي المبيعات العام الماضي، وكانت العلامات الصينية تحتل المراتب الخمس الأولى.
كما ألغت أستراليا الرسوم الجمركية على واردات السيارات الكهربائية في عام 2022، لتصبح شركة “بي واي دي” الصينية ثاني أكثر العلامات مبيعا بعد “تسلا”، في حين افتتحت الشركة نفسها مصانع في البرازيل إلى جانب “جي إيه سي” و”غريت وال موتور”، استجابة لخطط الحكومة لإعادة فرض ضرائب جمركية بين 10 و35% بحلول منتصف 2026 لدفع الاستثمار المحلي.
الحماية تقوض النمو
في المقابل، شهدت ألمانيا انخفاضا بنسبة 35% في مبيعات السيارات الكهربائية خلال الفترة نفسها، في حين لم تحقق الولايات المتحدة سوى نمو طفيف.
وتعزو الوكالة ذلك إلى الرسوم الجمركية المرتفعة التي تفرضها هذه البلدان: أكثر من 100% في أميركا، وما يصل إلى 45% في الاتحاد الأوروبي على السيارات الصينية.

يذكر أن المنافسة التي تفرضها الشركات الصينية حتى في الأسواق التي لم تحقق فيها حصة كبيرة بعد تدفع الشركات الغربية إلى تحسين عروضها وإطلاق نماذج كهربائية أكثر جدية.
وعلق التقرير بالقول “الشركات لا تقوم بتعطيل أسواقها المربحة بنفسها، بل تحتاج إلى منافس يفعل ذلك، وقد لعبت تسلا هذا الدور لسنوات، لكن الصينيين الآن يقتربون بسرعة”.
تبنٍّ من القاعدة إلى القمة
وأبرز التقرير أيضا أن نمط تبنّي السيارات الكهربائية لم يعد حصرا على الدول الغنية، بل بدأ يتحول من ظاهرة “من أعلى إلى أسفل” إلى ظاهرة “من أسفل إلى أعلى”، فقد أصبحت تايلند اليوم أفضل من الولايات المتحدة من حيث نسبة تبنّي السيارات الكهربائية، وتقدمت البرازيل على اليابان في هذا المضمار.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن الانفتاح على الشركات الصينية قد يكون من بين أفضل المؤشرات لقياس سرعة انتشار السيارات الكهربائية في الدول خلال السنوات المقبلة.