قال مسؤول حكومي لرويترز إن سوريا تسلمت أمس الأربعاء شحنة جديدة من العملة المحلية المطبوعة في روسيا مع توقعات بوصول مزيد من هذه الشحنات في المستقبل، في مؤشر جديد على تحسن العلاقات بين موسكو وحكام سوريا الجدد.
وذكر مصدر مطلع آخر أن الأموال وصلت بطائرة إلى مطار دمشق أمس الأربعاء، ونقلها موكب من عدة شاحنات إلى مصرف سوريا المركزي.
وكانت سوريا في ظل النظام المخلوع بدأت في دفع أموال لروسيا لطباعة عملتها بموجب تعاقد معها بملايين الدولارات خلال الحرب السورية التي استمرت 13 عاما، وذلك بعد فسخ عقد سابق بين دمشق وشركة تابعة للبنك المركزي النمساوي بسبب العقوبات الأوروبية.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الترتيب لا يزال مستمرا بالشروط نفسها مع الإدارة السورية الجديدة. وقال مصدر مطلع على العقد إنه كذلك.
ودعمت روسيا بشار الأسد أثناء الحرب وأمالت كفة الصراع لصالحه بقصفها لفصائل الثورة. لكن موسكو تحركت سريعا للحفاظ على علاقاتها مع دمشق في الأسابيع التي تلت فرار الأسد إليها بهدف إبقاء قاعدتين عسكريتين رئيسيتين على الساحل السوري.
وزار دبلوماسي روسي كبير دمشق في يناير/كانون الثاني، وأجرى الرئيس السوري أحمد الشرع مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 12 فبراير/شباط الماضي. وتلقت سوريا بعد ذلك بيومين أول شحنة من العملة المحلية المطبوعة في روسيا. وأعلن مصرف سوريا المركزي حينها عن وصول مبلغ 300 مليار ليرة سورية اليوم الجمعة قادمة من روسيا عبر مطار دمشق الدولي.
وشحنات العملة مهمة جدا لسوريا. وتراجع اقتصاد البلاد الذي دمرته الحرب بشكل أكبر في الأشهر القليلة الماضية، بسبب نقص في العملة الذي عزاه مسؤولون سوريون لأسباب من بينها تأخر شحنات العملة من روسيا.
وقال مسؤول سوري كبير سابق إن شحنات العملة من روسيا كانت تصل إلى دمشق كل شهر بمئات المليارات من الليرة (عشرات الملايين من الدولارات).
ولم يُعرف المبلغ الذي وصل أمس الأربعاء، في ثاني شحنة من نوعها منذ الإطاحة بالأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول.
نقص السيولة
ويجد المودعون في سوريا صعوبة في صرف مدخراتهم بسبب الأزمة النقدية، وزادت الضغوط على الشركات المحلية التي تعاني بالفعل من منافسة جديدة من الواردات الرخيصة بعد أن فتح حكام البلاد الجدد الاقتصاد الذي كان يحد من الاستيراد بسياسات حمائية.
ويقول خبراء اقتصاد ومحللون إن نقص السيولة في سوريا هو السبب الرئيسي وراء ارتفاع قيمة العملة في السوق السوداء في الأشهر التي أعقبت سقوط الأسد، وساعد في ذلك أيضا تدفق زوار من الخارج وإنهاء الضوابط الصارمة المفروضة على التجارة بالعملات الأجنبية.
وجرى تداول الليرة في السوق السوداء اليوم الخميس عند نحو 10 آلاف أمام الدولار مقارنة بسعر البنك المركزي الرسمي البالغ 13 ألف ليرة.
وكان يتم تداولها عند حوالي 15 ألفا مقابل الدولار قبل الإطاحة بالأسد.
وقالت محافظة البنك المركزي السوري ميساء صابرين لرويترز في يناير/كانون الثاني إنها تريد تجنب طباعة الليرة للحد من التضخم.
وأشارت مصادر في وقت سابق أن احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي تبلغ نحو 200 مليون دولار فقط في انخفاض حاد عن 18.5 مليار دولار قدر صندوق النقد الدولي أنها كانت لدى البنك في 2010 قبل عام من اندلاع الحرب.
وذكرت المصادر أن البنك المركزي لديه أيضا نحو 26 طنا من الذهب، وهي الكمية نفسها التي كانت لديه قبل الحرب.